responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 340

عبد الله بن عمرو بن العاص تلميذ كعب وصاحب الزاملتين!

عبد الله بن عمرو مصدر آخر من مصادر السلف ممن تتلمذ أيضاً على يد كعب، وحصل على ما لم يحصل عليه غيره، ونعني بذلك الزاملتين[1] من كتب اليهود، اللتين عثر عليهما في معركة اليرموك، وقد كانتا معه يحدّث المسلمين منهما.

قال ابن كثير في (البداية والنهاية): ((وقد كان له - أي: عبد الله بن عمرو - اطّلاع على ذلك من جهة زاملتين كان أصابهما يوم اليرموك، فكان يحدّث منهما عن أهل الكتاب، وعن كعب الأحبار))[2].

وقد أوقع كعب عبد الله بن عمرو بن العاص في فخّه كما أوقع أبا هريرة من قبل، وبالطريقة ذاتها، إذ قال له يوماً: ((أنت أفقه العرب))، وهذه السياسية, أي: سياسة (النفخ) طريقة معلومة يتّبعها اليهود للإيقاع بضحاياهم والوصول من خلالها إلى مآربهم، وقد تقدّم عن كعب أنّه قال لأبي هريرة: ((ما رأيت أحداً لم يقرأ التوراة أعلم بما فيها من أبي هريرة))[3]. ومع العلم أنّ أبا هريرة لم يكن حتّى يقرأ أو يكتب، فهو يجهل قراءة لغته العربية فضلاً عن اللغة التي كتبت التوراة بها، وكلّ ماعنده من علم بالتوراة لم يكن له من طريق إليه سوى أهل الكتاب أنفسهم، بل ومن خلال اُستاذه كعب بالذات، فكيف صار أبو هريرة أعلم بالتوراة منه؟!!

والقول الّذي ذكرناه لكعب في حق عبد الله بن عمرو بن العاص رواه سعد في (الطبقات) وغيره عن عبد الرحمن بن السلماني، قال: ((التقى كعب الأحبار وعبد الله بن عمرو فقال كعب: أتطير؟ قال: نعم. قال: فما تقول؟ قال: أقل اللّهمّ لا طير إلا


[1] جاء في (لسان العرب) 311:11 : ((الزاملة: البعير الّذي يحمل عليه الطعام والمتاع كأنّها فاعلة من الزمل الحمل)). والمراد أنّه عثر على حمل بعيرين من كتب اليهود.

[2] البداية والنهاية 6: 69.

[3] تذكرة الحفاظ 1: 36، الإصابة 7: 358، تاريخ مدينة دمشق 67: 343.

اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 340
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست