responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 327

وهكذا هنا، يتم أيضاً استبعاد علي(عليه السلام) بحسب هذه النبوءة (اليهودية), ولنا أن نقول: إنّ كان كعب الأحبار قد استند في قوله هذا إلى (التوراة) الّتي كان قد ذكر للمسلمين عنها في أكثر من مرّة أنّ فيها أخبار كلّ شيء، فعليّ(عليه السلام) بحسب التسلسل الزمني يتلو عثمان مباشرة وهو خليفة شرعي معترف بخلافته عند الجميع، ولا يعقل أنّ (التوراة) المزعومة قد أغفلت الخليفة الشرعي المجمع على خلافته، ونظرت بعين (عوراء) إلى شخص وسمته الأحاديث الصحيحة، وأجمع المسلمون على أنّه باغ في سعيه وطلبه للخلافة، وقد قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) فيه: (إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه)[1]؟!

إنّ هذه تساؤلات تدفعنا للتحقيق في شأن (كعب) هذا، ولماذا هذا التركيز منه في الإعداد لمعاوية كي يتولّى زمام أمور المسلمين؟! وهل كان هذا نوع من التحفيز والتسريع نحو أهداف خاصة كان (اليهود) يرسمونها للمسلمين مسبقاً؟!

قال الشيخ محمود أبورية في كتابه (أضواء على السنّة المحمّدية)، بعد ذكره لنبوءة (كعب) المتقدّمة: ((وقدّر معاوية هذه اليد الجليلة لكعب، وأخذ يغمره بأفضاله، وقد عرف من تاريخ هذا الكاهن أنّه تحول إلى الشام في عهد عثمان وعاش تحت كنف معاوية فاستصفاه لنفسه وجعله من خلصائه لكي يروي من أكاذيبه وإسرائيلياته ما شاء أن يروي من قصصه لتأييده، وتثبيت قوائم دولته، وقد ذكر ابن حجر العسقلاني في الإصابة بأنّ معاوية هو الّذي أمر كعباً بأن يقص في الشام...))[2].

إطلالة قصيرة على تاريخ كعب:

ومن حقّ القارئ الكريم أن يعرف شيئاً عن كعب الأحبار هذا، خاصة بعد أن عرفنا أنّه الشخص الّذي استطاع أن يستولي على قلوب ذوي السلطة (من رموز


[1] اُنظر صحة هذا الحديث من كتب أهل السنة في موسوعة (الغدير) 8: 142 ـ 148.

[2] أضواء على السنّة المحمّدية:180.

اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 327
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست