responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 324

عثمان يأخذ دينه من كعب الأحبار!

يعتبر عثمان بن عفان هو الآخر من الأركان المهمة عند (الفكر السلفي)، فعنه يوردون معالم دينهم, وبالولاء له يلتمسون طريقاً إلى الجنّة، فلننظر ما لليهود من أثر وتأثير عليه أيضاً:

روى البلاذري في الأنساب، والمسعودي في (مروج الذهب) ـــ واللفظ له ـــ : ((أنّ أباذر حضر مجلس عثمان ذات يوم فقال عثمان: أرايتم من زكّى ماله، هل فيه حقّ لغيره؟ فقال كعب: لا يا أمير المؤمنين. فدفع أبو ذر في صدر كعب وقال له: كذبت يا بن اليهودي، ثمّ تلا: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} (الآية)[1]. فقال عثمان: أترون بأساً أن نأخذ مالاً من بيت مال المسلمين فننفقه فيما ينوبنا من أمورنا ونعطيكموه؟ فقال كعب: لا بأس بذلك، فرفع أبوذر العصا فدفع بها في صدر كعب وقال: يا بن اليهودي ما أجرأك على القول في ديننا! فقال له عثمان: ما أكثر أذاك لي! غيّب وجهك عنّي فقد آذيتنا، فخرج أبو ذر إلى الشام))[2].

وفي لفظ الطبري وابن عساكر: ((أنّ أباذر دخل على عثمان وعنده كعب الأحبار فقال - أي: أبا ذر - لعثمان: لا ترضوا من الناس بكف الأذى حتّى يبذلوا المعروف وقد ينبغي للمؤدّي الزكاة أن لا يقتصر عليها حتّى يحسن إلى الجيران والإخوان ويصل القرابات. فقال كعب: من أدّى الفريضة فقد قضى ما عليه. فرفع أبو


[1] سورة البقرة، الآية 177، قال المحقق لكتاب المسعودي محمّد سعيد اللحام في تعليقته: (والمقصود ما ذكر في تتمة الآية وهي قوله تعالى: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ}، أي أنّ المقصود هو أنّه في مال المرء أشياء أُخر عليه أن يؤديها للفئات المذكورة في هذه الآية غير الزكاة) (انتهى).

[2] أنساب الأشراف 6: 166، مروج الذهب 2: 338.

اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 324
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست