responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 266

الشخصية من الأساس وأنّها مختلقة, ومال إلى هذا الرأي أيضاً الدكتور حامد حفني داود في مقدّمته لكتاب (عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى) للعسكري الّذي كان قد أنكرها هو أيضاً وأرجع اختلاقها إلى سيف بن عمر، وعمد البعض الآخر مثل الدكتور عليّ الوردي والدكتور عليّ النشار إلى حمل شخصية ابن سبأ على عمّار بن ياسر، قال النشار بعد أن جمع النقول من المصادر التاريخية، وما كتبه المحققون من السنّة والشيعة: ((ومن المحتمل أن تكون شخصية عبد الله بن سبأ شخصية موضوعة أو أنّها رمزت إلى شخصية ابن ياسر..ومن المحتمل أن يكون عبد الله بن سبأ هو مجرد تلفيق لاسم عمّار بن ياسر))[1].

ويرى أصحاب هذا الرأي الأخير أنّ هناك مشتركاً كبيراً في الموضوع يرجّح عملية الاتّحاد هذه، فعمّار بن ياسر كان أيضاً يكنّى بابن السوداء، وكان يمانياً، وأيضاً كان من المعروفين بشدّة حبّهم وولائهم لعليّ(عليه السلام)، بل ومن المجاهرين بهذا الولاء، وأيضاً كان من أشدّ المعترضين على سياسات عثمان ومن المحرّضين عليه، وقد كان له دور رئيسي في تلك الأحداث، إلا أنّه ولمكانته الكبيرة عند المسلمين، وبما وسمه النبيّ الأعظم(صلى الله عليه وآله) من مزايا وفضائل جعلته في المقام الأوّل من بين كبار الصحابة، لم يجرؤ المؤرّخون أن ينسبوا إليه تلك الأحداث صراحة، كي لا تنكشف عورات قومٍ أرادوا سترها والتعتيم عليها بكلّ وسيلة، لذا عمدوا إلى الترميز في شخصيته كي تنطلي على الناس حقيقة ما جرى، وقد أضافوا إلى هذا الترميز اختلاق بُعد يهودي كي يتم من خلاله توظيف أهداف متعددة أبرزها السعي في إقصاء الطرف الآخر من خلال تشويه صورته بهذا البعد، وكذلك تُجعل أسباب الفتنة من خارج المسلمين وليس من داخلهم، هذا إضافة إلى تلميع الصورة الأموية الّتي نالها البغض والكره من الناس بسبب أفعال أبنائها واستهتارهم بالشريعة الإسلامية وأحكامها!!


[1] نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام 2: 23.

اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 266
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست