وهو كما يراه ابن حجر في (تهذيب التهذيب) السري بن إسماعيل الهمداني، قال: ((قال أبو واقد عن يحيى بن سعيد: استبان لي كذبه في مجلس. وقال عمرو بن عليّ: ما سمعت عبد الرحمن ذكره قط، وكان يحيى بن سعيد لا يحدّث عنه. وقال الحسن بن عيسى سمعت ابن المبارك يقول: لا يكتب عن جرير بن عبد الحميد حديث السري بن إسماعيل..وقال صالح بن أحمد عن أبيه: ليس بالقوي..وقال أبو طالب عن أحمد: ترك الناس حديثه.. وقال الدوري عن ابن معين: ليس بشيء..وقال الآجري عن أبي داود: ضعيف، متروك الحديث, يجئ عن الشعبي بأوابد. وقال النسائي: متروك الحديث، وقال في موضع آخر: ليس بثقة. وقال ابن عدي: وأحاديثه الّتي يرويها لا يتابعه عليها أحد خاصة عن الشعبي، فإنّ أحاديثه عنه منكرات وهو إلى الضعف أقرب.
قلت: وقال في ترجمة سيف بعد أن أورد له عن السري حديثاً: لعل البلاء من السري.. وقال البزار: ليس بالقوي. وقال الساجي: ضعيف جدّاً، وقال ابن حبان يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل. وكان ابن معين شديد الحمل عليه))[2].
والبعض الآخر يراه أنّه: السري بن عاصم الهمداني نزيل بغداد المتوفى سنة 258[3]. كذّبه ابن فراش، ووهاه ابن عدي وقال: يسرق الحديث..وزاد ابن حبان:
[1] وليس هو السّري بن يحيى الثقة لقدم زمانه، فقد توفي هذا في سنة 167هـ أي: قبل ولادة الطبري الراوي المولود سنة 224 بسبع وخمسين سنة، بينما السّري المشار إليه هنا أدرك الطبري شطراً من حياته كما هو المستفاد من عبارات الطبري المتكررة الكثيرة: (كتب إليّ السّري)، وتسميته بابن يحيى محمولة على النسبة إلى أحد أجداده.