والذهبي ـــ المتوفى سنة 748 هـ ـــ في كتابه (تاريخ الإسلام)، هو أيضاً ليس له طريق إلى ابن سبأ غير طريق سيف بن عمر نفسه، إذ يقول ما نصّه: ((وقال سيف بن عمر عن عطية عن يزيد الفقعسي: لما خرج ابن السوداء إلى مصر...الرواية))[1].

وقد يعتمد بعض من تقدّم ذكرهم من المؤرّخين على ما كتبه سيف بن عمر مباشرة، كما فعل الذهبي في تاريخه، فهو قد ذكر في مقدّمة كتابه المصادر الّتي اعتمد عليها وعدّ منها كتاب (الفتوح) لسيف بن عمر.

وأحياناً قد يستعين هذا البعض بواسطة، كالّذي تقدّم ذكره في طريق الطبري إلى سيف وكتبه!

إلا أنّنا نجد أنّ كلّ من ذكر (ابن سبأ) وحكايته إنّما اعتمد على هذه المصادر المتقدّم ذكرها وهي: تاريخ الطبري، وتاريخ ابن عساكر، وتاريخ الإسلام للذهبي. وهي بدورها ترويها عن سيف بن عمر، ليس لها من طريق آخر سواه...

فالمهم عندنا إذن أن ننظر في شأن (سيف)، وبقية الرواة الوارد ذكرهم في هذا الطريق، الّذي وردت هذه (الحكاية) عنه.

توطئة في التعرّف على (سيف):

قال الذهبي في ميزان الاعتدال: ((سيف بن عمر الضبي الأسيدي، ويقال التميمي البرجمي، ويقال السعدي الكوفي، مصنّف الفتوح والردّة وغير ذلك، وهو كالواقدي، يروي عن هشام بن عروة، وعبيد الله بن عمر، وجابر الجعفي، وخلق كثير من المجهولين))[2].

[1] تاريخ الإسلام 122:2.

[2] ميزان الاعتدال 2: 255.