responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 242

من كتب محمّد بن جرير الطبري، وهو تاريخه الكبير فإنّه أوثق ما رأيناه في ذلك وأبعد عن المطاعن والشبه في كبار الأمّة من خيارهم وعدولهم من الصحابة والتابعين)).

هل تتحكم الأهواء بناقلي التاريخ؟!

إنّنا عندما نسجّل ماذكره هؤلاء الناقلين عن الطبري في تاريخه، وهم قد عدّوا كتابه هذا من (أوثق) الكتب التاريخية، واعتبروا شخصه (الإمام المتقن الجامع علماً وصحة اعتقاد وصدقاً)، فإنّنا من حقّنا أن نتساءل عن التصرّفات المتباينة لهؤلاء المؤرّخين ونقول عنهم: لِمَ تابع هؤلاء المؤرّخون الطبري فيما نقله بخصوص (ابن سبأ) وبنوا عليه بنيانهم هذا في حقّ التشيّع لأهل بيت النبوة(عليهم السلام)، وهو على شفا جرف هار ـــ كما سيظهر بعد قليل ـــ ، ولم يتابعوه فيما صرّح به بحقّ بني أمية وزعمائهم أمثال أبي سفيان ومعاوية من اللعن والطعن عليهم، وأنّهم ـــ كما يعبّر الطبري ـــ من أشدّ النّاس عداوة للنبيّ(صلى الله عليه وآله) وللإسلام، وهم الشجرة الملعونة الوارد ذكرها في القرآن الكريم، وأنّه لا اختلاف في ذلك بين أحد بأنَّ المولى سبحانه أراد بالشجرة الملعونة بني أمية لا غير, فقد قال الطبري ما نصّه: ((...فممّا لعنهم الله به على لسان نبيّه(صلى الله عليه وآله) وأنزل به كتابه قوله: {وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلا طُغْيَاناً كَبِيراً}[1]، ولا اختلاف بين أحد أنّه أراد بها بني أمية. ومنه قول الرسول عليه الصلاة والسلام وقد رآه[2] مقبلاً على حمار ومعاوية يقود به ويزيد ابنه يسوق به: (لعن الله القائد والراكب والسائق)، ومنه ما يرويه الرواة من قوله - أي: قول أبو سفيان - : (يا


[1] سورة الإسراء, الآية 60.

[2] أي: أبا سفيان.

اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 242
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست