responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 227

ورحمته، بل إنّا وجدناه قد ازداد عتواً وفساداً في الأرض، وفاق أقرانه في الموبقات، وأصبح رأساً في الدعاة إلى النار وقائداً للفئة الباغية الّتي حاربت الخليفة المفترض الطاعة على المسلمين في زمانه[1]، وأيضاً لم يكن معاوية بعد لعن النبيّ(صلى الله عليه وآله) له ليصبح من المؤمنين الورعين وهو في نفس الوقت يأمر بالفسوق ويطلب من رعيّته سبّ أمير المؤمنين عليّ(عليه السلام)، وفي بعض الأحيان تراه يقوم بهذا الفعل الشنيع بنفسه[2]؟!

ومعاوية بعد هذا كان ممّن يرتكب المحرمات ويتناول المنكرات كالخمر, ولا يتردد في دعوة ضيوفه وجلسائه ـــ وهو في سدّة خلافة المسلمين ـــ ليشاركوه في تناول هذا المنكر (الخمر)!

وإليك البيان عن هذه الحادثة بالذات:

روى أحمد في مسنده من طريق عبد الله بن بريدة، قال: ((دخلت أنا وأبي على معاوية، فأجلسنا على الفرش، ثمّ أتينا بالطعام فأكلنا، ثمّ أتينا بالشراب فشرب معاوية، ثمّ ناول أبي، قال: ما شربته منذ حرّمه رسول الله(صلى الله عليه وآله)))[3].

وروي ابن عساكر في (تاريخ مدينة دمشق)، من طريق عمير بن رفاعة: ((قال: مرّ على عبادة بن الصامت وهو في الشام قطارة تحمل الخمر، فقال: ما هذه؟ أزيت؟ قيل: لا، بل خمر تُباع لفلان. فأخذ شفرة من السوق، فقام إليها فلم يذر فيها راوية إلا بقرها، وأبو هريرة إذ ذاك بالشام، فأرسل فلان إلى أبي هريرة يقول له: أما تمسك عنّا أخاك عبادة؟ أما تمسك عنّا أخاك عبادة؟ أمّا بالغدوات فيغدو إلى السوق فيفسد على


[1] اُنظر الحديث الوارد في حقّ عمّار بن ياسر (رضوان الله عليه) بأنّه تقتله الفئة الباغية في صحيح البخاري 3: 207 باب مسح الغبار عن الناس.

[2] اُنظر صحيح مسلم 7: 120 باب فضائل عليّ (رضي الله عنه)، وسؤال معاوية لسعد بن أبي وقاص عمّا منعه عن سب عليّ(عليه السلام).

[3] مسند أحمد 5: 347.

اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 227
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست