responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 222

وفي (اُسد الغابة) لابن الأثير: ((إنّ عقيل بن أبي طالب لزمه دين فقدم على عليّ بن أبي طالب الكوفة فأنزله وأمر ابنه الحسن فكساه، فلمّا أمسى دعا بعشائه فإذا خبز وملح وبقل فقال عقيل: ما هو إلا ما أرى, قال: لا، قال: فتقضي ديني؟ قال: وكم دينك؟ قال: أربعون ألفاً, قال: ما هي عندي ولكن اصبر حتّى يخرج عطائي فإنّه أربعة آلاف فأدفعه إليك. فقال له عقيل: بيوت المال بيدك وأنت تسوّفني بعطائك؟ فقال: أتأمرني أن أدفع إليك أموال المسلمين وقد ائتمنوني عليها؟!!))[1]

ولكلّ سلفه كما يقولون، فسلفنا عليّ(عليه السلام) والصحابة الأبرار, وللآخرين سلفهم عثمان ومن شاكله، وكما قال المولى سبحانه: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً}[2].

نموذج رابع من سلف القوم

وفي إطار حمى هذا التوهج السلفي الّذي نلاحظه عند البعض، نقول لعل هذا البعض يعجبه أن يحمل الأمّة على الاقتداء بالشجرة الملعونة في القرآن، وقائدها (الفذ) أبو سفيان و(ربيبها العتيد) معاوية ابنه، الملعونان على لسان النبيّ الأمي(صلى الله عليه وآله) في أكثر من موضع وموضع، ليأخذ المسلمون بسيرتهم (الهادية) (العطرة)!!

قال الطبري في تاريخه، وهو يذكر من عادى النبيّ(صلى الله عليه وآله): ((وأشدّهم في ذلك عداوة وأعظمهم له مخالفة وأوّلهم في كلّها حرب ومناصبة، لا يرفع على الإسلام راية إلا كان هو صاحبها وقائدها ورئيسها في كلّ مواطن الحرب من بدر واُحد والخندق والفتح أبو سفيان بن حرب وأشياعه من بني أمية الملعونين في كتاب الله، ثمّ الملعونين على لسان رسول الله في عدّة مواطن وعدّة مواضع لماضي علم الله فيهم


[1] أسد الغابة 3: 423، تاريخ مدينة دمشق 41: 22.

[2] سورة الإسراء، الآية 84.

اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 222
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست