responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 206

حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ}[1]؟! (نترك التعليق للقارئ الكريم).

ولكن قد يقول قائل هنا: إنّ هذه مفردة واحدة من تصرّفات هذا (السلف)، ولا يحق لكم أن تجعلوها مقياساً لكلّ أفعاله وتصرّفاته، كما أنّه شخص غير معصوم، وهذا الفعل منه في عزل من هو أفضل وتولية من هو دونه في الفضل لا يعدّ ضيراً كبيراً، فلنعد هذه هنّة واحدة من هنّاته الّتي لا قيمة لها ولا وزن أمام (حسناته) الكثيرة المتكاثرة؟!

نقول: لو كانت هذه الفعلة هي الهنّة الوحيدة لسكتنا وقبلنا بالأمر الواقع، وحملنا ذلك على الطبع البشري الّذي لا يستطيع أن يتجاوز مثل هذه الحالات بشكل تام، ولكن المشكل أنّ هذا التصرّف كان هو السلوك السائد لهذا (السلف) أيام خلافته كلّها، حتّى أنّ عمر بن الخطاب كان قد حذّره من هذا الموضوع فيما لو آلت الأمور إليه، وكأنّ (أبا حفص) قد اطّلع على ما تنطوي عليه نفسه، لذا بادره بالتحذير من هذا السلوك وقال له: ((إن ولّيت هذا الأمر فاتق الله ولا تحمل آل أبي معيط على رقاب الناس))[2].

وفي (تاريخ المدينة) لابن شبة النميري عند ذكره لمحاورة جرت بين ابن عباس وعمر عند طلب ابن عباس من عمر تعيين خليفة له: ((قلت: فعثمان بن عفان(رضي الله عنه)؟ فقال: أوه (ثلاث مرّات)، والله لئن كان الأمر إليه ليحملنّ بني أبي معيط على رقاب الناس))[3].

وبوصية عمر المتقدّمة لعثمان وتحذيره من أن يسلّط آل أبي معيط على رقاب الناس أخذ عليّ(عليه السلام) وطلحة والزبير على عثمان لمّا ولّى الوليد بن عقبة على


[1] سورة النساء: 8.

[2] الطبقات الكبرى 3: 340، حلية الأولياء 4: 152.

[3] تاريخ المدينة 3: 881، الاستيعاب 3: 1119.

اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 206
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست