responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 198

وعلى أية حال، فإنّ الروايات الناقلة للحادثة لم تنقل أو تذكر لنا اسم قائل في هذه الحادثة سوى عمر بن الخطاب، وقد صرّح بهذا المعنى بشكل واضح جمع من أعلام أهل السنّة كما أسلفنا، ولكنهم إنّما يحاولون تأويل ما قاله عمر ليخففوا من فظاعة وبشاعة هذه المقالة و(الرزيئة) الكبرى، وقد وجدنا أنّ هذا التأويل لا يسمن ولا يغني من جوع، لأنّ لازم الكلام أو صريحه ـــ على مختلف التأويلات ـــ ينافي العصمة ولا يلائم الاعتقاد بالنبوّة والرسالة، مع أنّهم قد أجمعوا قولاً واحداً على عصمته(صلى الله عليه وآله) بعد البعثة[1].

كلمة (هجر) ومنافاتها للعصمة!

قال أهل اللغة في تفسير الكلمة المتقدّمة: إنّ معنى قوله هجر: هذي.. قال الجوهري في كتاب الصحاح في اللغة في باب الراء فصل الهاء، الهجر: الهذيان، وقال ألم تر إلى المريض إذا هجر قال غير الحقّ[2].

وهذا المعنى - أي: الهذيان وقول غير الحقّ - منفي عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) بدليل قوله تعالى في سورة النجم: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ... إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى}[3].

وأيضاً جاء في الحديث الصحيح ـــ فيما رواه أهل السنّة أنفسهم ـــ أنّ عبد الله ابن عمرو بن العاص كان يكتب كلّ ما يسمعه من رسول الله(صلى الله عليه وآله) فنهته قريش عن ذلك وقالوا له: إنّّك تكتب كلّ شيء تسمعه من رسول الله(صلى الله عليه وآله)، ورسول الله بشر يتكلم في الرضا والغضب، فذكر ذلك لرسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال له: (اكتب فوالّذي بعثني


[1] اُنظر: إرشاد الفحول: 69.

[2] الصحاح 2: 851.

[3] سورة النجم، الآيات 2 ـ 5.

اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 198
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست