responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 186

أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}[1]. وقال النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله): (اغد عالماً أو متعلّماً أو مستمعاً أو محباً ولا تكن الخامسة فتهلك، والخامسة: أن تبغض العلم وأهله)[2]. وعن عليّ(عليه السلام), قال: (أخوك دينك فاحتط لدينك بما شئت)[3].

ونقول أيضاً للمتمسلفين ـــ أدعياء اتّباع السلف الصالح ـــ الّذين يرغبون عن اتّباع السادات العظام الّذين مرّ ذكرهم من الصحابة والتابعين الّذين ساروا على هدى الثقلين الكتاب والعترة معاً: هل تراه يعجبكم أن تتابعوا من شكّك بنبوّة النبيّ محمّد(صلى الله عليه وآله) مع أنّه كان قد صاحب النبيّ(صلى الله عليه وآله) مدّة عشرين عاماً، أي: من يوم إسلامه إلى اليوم الّذي ظهر فيه هذا الشك منه وهو يوم الحديبية؟! وقد كان الشيء الّذي أثار هذا الصحابي ودعاه للتشكيك بنبوّة النبيّ(صلى الله عليه وآله) هو الصلح الّذي أجراه النبيّ(صلى الله عليه وآله) مع المشركين، فأقبل إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله)يكلّمه بكلّ جرأة، ويقول له: ألست نبيّ الله حقاً؟ فقال له النبيّ الأعظم(صلى الله عليه وآله): (بلى), قال: ألسنا على الحقّ وعدونا على الباطل؟ قال(صلى الله عليه وآله): (بلى), قال: فلم نعطي الدنية من ديننا إذن؟ فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): ـــ ليعيد هذا الصحابي إلى رشده بعد أن تمادى في شكّه، وليعلمه إنّما يُكلّم نبيّاً مرسلاً مؤيداً ومسدداً من قبل السماء، وهو الأمر الّذي لا ينبغي أن يغيب عن ذهن هذا الصحابي الّذي رافق النبيّ(صلى الله عليه وآله) مدّة عشرين عاماً قبل هذه الحادثة ـــ : (إنّي رسول الله ولست أعصيه)! وفي كلامه(صلى الله عليه وآله) هنا إشارة إلى أنّ فعل الصلح الّذي صدر منه(صلى الله عليه وآله) في الحديبية إنّما كان


[1] سورة الإسراء، الآية 36.

[2] مجمع الزوائد 1: 119 قال الهيثمي: رواه الطبراني في الثلاثة والبزار ورجاله موثقون.

[3] الموسوعة الفقهية الميسرة 2: 103.

وأقول: يكفي أن تلاحظ عدم وجود مصداقية لحديث العشرة المبشرة بأن تجد مثل عمر بن الخطاب - وهو أحد العشرة المبشرة بحسب هذا الحديث ـ يقدم على حذيفة بن اليمان ويسأله: يا حذيفة بالله أنا من المنافقين؟! مقدّمة فتح الباري: 402، فتأمّل ذلك وتدبّره.

اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 186
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست