responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 184

والسؤال الّذي يرد على الذهن إزاء هذا الحديث الّذي رواه مسلم وغيره، هو: ما هي علّة التكرار ـــ وبهذا الشكل ـــ في هذا الحديث؟ فهل تراه(صلى الله عليه وآله) كان يتوقع أمراً يُحدثه أصحابه ـــ لأنّ الخطاب كان متوجهاً إليهم ـــ في حقّ أهل بيته يكون خلاف الحقّ والإنصاف، ومن هنا شدد عليهم الخطاب بقوله: (اُذكّركم الله في أهل بيتي...اُذكّركم الله في أهل بيتي)؟!

وإن أردنا أن نغض الطرف عن ذلك بداهة ونقول: هل تراه قد حفظ الأصحاب هذه الوصية للنبيّ(صلى الله عليه وآله) في حقّ أهل بيته وأحلّوهم محل التكريم والتقدير اللائق بهم في الأمّة، ولم يأتوا بالحطب ليحرقوا دارهم عليهم بعد أيام من وفاته(صلى الله عليه وآله), وأيضاً لم يخرجوا عليهم ليقاتلوهم أويحرّضوا الناس على قتالهم في الجمل وصفين والنهروان, وكذلك أيضاً لم يعلنوا سبّهم على المنابر الّتي شيّدها لهم سيّد هذا البيت النبيّ الأعظم(صلى الله عليه وآله)، ولم يذبحوا أبناءه أو يسبوا نساءهم كما فعلوا في فاجعة كربلاء وغيرها؟!

إنّها مجرد أسئلة نطرحها على عشاق الحقيقة وطلابها عسى أن يجدوا في الإجابة عليها بصيص النور الّذي أراد إضاءته لهم النبيّ(صلى الله عليه وآله) في حديث الوصية هذا!

وهنا قد يقول قائل: إنّ بعض من أُشير إليه ها هنا - ومن سيأتي ذكره لاحقاً - هو من المبشّرين بالجنّة، وحديث العشرة المبشرة خير دليل على ذلك!

نقول: إنّ هذا الحديث باطل وغير صحيح، إذ لا يوجد في طرقه إسناد صحيح يصح الاحتجاج به، لمحل الخدش في الرواة، وهو تفوح منه رائحة السياسة الأموية المعلومة الأهداف, والتي أشاعت وضع الأحاديث في فضائل الصحابة كيداً لأهل البيت(عليهم السلام)[1]، وأيضاً نص الرواية لا يمكن التعويل عليه لمحاولته الجمع بين الأضداد.


[1] اُنظر: شرح نهج البلاغة للمعتزلي 11: 45، والنصائح الكافية: 98.

اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 184
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست