responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 105

وقال: (إنّ هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا...) فقـام القـوم يضحكـون ويقولـون لأبي طـالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع (انتهى)[1].

فمن تأمل هذا الحديث، يجد أنّ النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله) طلب من عشيرته الأقربين، بأمر الله تعالى الاعتراف بالتوحيد لله تعالى، ثمّ الاعتراف برسالته، ثمّ أمرهم بالسمع والطاعة لأخيه ووصيّه وخليفته عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، وهذا هو معنى التشيّع لعليّ(عليه السلام) الّذي نصّ عليه أرباب اللغة والباحثين في الملل والنحل كما تقدّم بيانه.

فالمستفاد من هذا الحديث أنّ بذرة التشيّع لعليّ(عليه السلام) وضعت مع بذرة الإسلام في يوم واحد وساعة واحدة، فالصحابة الّذين كانوا ممتثلين لجميع ما أمر به الرسول(صلى الله عليه وآله) كانوا شيعة النبيّ(صلى الله عليه وآله) وشيعة عليّ (عليه السلام) في آنٍ واحد، سواء سمّوا بذلك أو لم يسمّوا، وقد سمّي بذلك جماعة من الصحابة الكرام(رضي الله عنهم), وذلك لما كانوا يتظاهرون به من متابعة عليّ(عليه السلام) ومطاوعته، منهم سلمان وأبو ذر والمقداد وعمّار وغيرهم، وقد ذكر ذلك أبو حاتم سهل بن محمّد السجستاني المتوفّى سنة 255 هجري في كتابه (الزينة), الجزء الثالث, باب الألفاظ المتداولة بين أهل العلم، فقال: ((إنّ أوّل اسم ظهر في الإسلام على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) هو الشيعة، وكان هذا لقب أربعة من الصحابة، وهم: أبوذر الغفاري، وسلمان الفارسي، والمقداد بن الأسود الكندي، وعمّار بن ياسر، إلى أوان صفين، فانتشرت بين موالي عليّ(عليه السلام).. وفيهم قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (اشتاقت الجنّة إلى أربعة سلمان وأبي ذر والمقداد وعمار)))[2].


[1] أخرج هذا الحديث بهذه الألفاظ كثير من حفظة الآثار النبوية، كابن إسحاق، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، وأبي نعيم، والبيهقي في سننه ودلائله، والثعلبي في تفسيره، وأخرجه بهذا المعنى مع تقارب الألفاظ غير واحد من جهابذة الحديث عند أهل السنّة كأحمد بن حنبل في مسنده 1: 111 ورجاله رجال الصحيحين.

[2] الزينة: الورقة 205 بواسطة (نشأة الشيعة الإمامية) لنبيلة عبد المنعم داوود: 67. وهي رسالة ماجستير في التاريخ الإسلامي مقدّمة إلى جامعة بغداد، وطبعت لأوّل مرّة في أواخر الستينات من القرن الماضي، ثمّ أعيد طبعها بصف جديد من قبل دار المؤرخ العربي.. وللاطلاع على ترجمة أبي حاتم السجستاني اُنظر: سير أعلام النبلاء للذهبي 12: 269.

اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 105
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست