responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمّ شيّعني الألباني المؤلف : الجاف، عبد الحميد    الجزء : 1  صفحة : 58

من ديانات متعددة حتّى وصل إلى الحقّ، واستمر في البحث عنه دون توقف حتّى النفس الأخير، فبعد أن كان مجوسياً ــ كما يظهر من كتب التاريخ ــ أصبح يهودياً ثمّ نصرانياً ثمّ مسلماً ثمّ موالياً لعلي(عليه السلام)، ولذلك كرَّمه(صلى الله عليه وآله) ونسبه إلى أهل البيت(عليهم السلام) شرفاً واتّباعاً وتسليماً.

فزاد بذلك شوقي للبحث، واطمأن فؤادي بعد الخوف، وتيقّن قلبي بعد التردد والشك فتوكّلت على الله بعد أن أقسمت أن أخوض بكلّ تفان وإخلاص وعدل وإنصاف غمار البحث في هذا البحر اللجي المظلم الكؤود الذي ابتعدت عنّا معالمه الحقيقية لأزمان غبرتْ، وطالت فيه الخصومات حتّى كلَّت، وكثرت مناظراته وما حُسمتْ، ولكن عزائي في إدراك الحقّ كان يقيني بتعهّد الله تعالى حين قال: {فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ}[1].

فهم جديد للأحداث بعد إزالة الحجب:

قبل اثنتي عشرة سنة من الآن تقريباً بدأت رحلتي إلى الثقلين عندما كنت سلفياً متشدداً، وبعد اللتيا والتي اقتنعت بوجوب اتّباع الأمّة لأهل بيت النبيّG دون غيرهم؛ حينما بلّغ رسول الله(صلى الله عليه وآله) هذا الأمر للناس إبان حجّة الوداع وبشكل واضح وصريح ورسمي، بعد إقفالهم من الحجّ وفي طريق العودة بين مكة والمدينة عند الجحفة بغدير خم قبل أن يفارقه الناس، وأمام أكثر من مائة ألف صحابي ومسلم جمعهم من المناطق المحيطة بمكة والمدينة وأكثر بلاد جزيرة العرب ليحج بهم حجّة الوداع؛ فرسول الله(صلى الله عليه وآله) لم يكن يريد تعليم الناس فريضة الحجّ فحسب، بل يبدو أنّ هناك أموراً مهمّة أخرى، فالحج عموماً فريضة غير غريبة عن المجتمع العربي في تلك الفترة، ولم تكن من مختصّات التشريع الإسلامي والدين الجديد، والناس يعرفون


[1] الأنعام: 149.

اسم الکتاب : ثمّ شيّعني الألباني المؤلف : الجاف، عبد الحميد    الجزء : 1  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست