responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمّ شيّعني الألباني المؤلف : الجاف، عبد الحميد    الجزء : 1  صفحة : 29

مقدمة مؤلف

بعد ستة أعوام كنت قد قضيتها سلفيّاً متشدداً مدافعاً عن مذهبي بقوّة وداعياً له، معتقداً ضلال من خالف وخسران من تخلّف، منتقداً للمذاهب الأخرى وأتباعها لاعتقادي عدم اتّباعهم الدليل الصحيح والفرقة الناجية والطائفة المنصورة! إلى أن حدثت معي حادثة لا بفعلي واختياري وإنّما بإرادة إلهيّة ونعمة ربّانية، فقمت بالبحث بسببها، وتيسّر لي اتّباع الحقّ من خلالها، ونبذت التعصّب وتقليد الآباء عن طريقها، فتبسّم لي الدليل الصحيح والبرهان الصريح والحجّة القويّة، فانبسطت جوانحي واستقرّت جوارحي واطمأنّ قلبي، بعد أن كنت متشدداً متشنّجاً شديداً فظّاً غليظاً متأسّياً بالفاروق! ــ كما نزعم كسلفيين ــ لا أكاد أرى أحداً إلاّ وقد صدر منه ما يخالف ما أنا عليه أو أدعو إليه من الحقّ باعتقادي، وظنّي حتّى مع أبناء جلدتي ومذهبي ومن هم على شاكلتي ــ وهذا حال جميع السلفيين ــ فإنّنا نختلف في المذهب الواحد إلى مذاهب (والفرقة الناجية) إلى فرق.

فالسلفيون وإن كانوا أبناء مسجد واحد فهم مختلفون فيما بينهم، ناهيك عن العلماء والبلدان فكلّ سلفي يفتي على ضوء فهمه وقناعته ومقدار اطّلاعه أو بحسب ما يقع تحت يده من كتب أو فتاوى؛ فترى أحدهم يوجب تحريك الإصبع في التشهّد[1]، والآخر يكتفي برفعه دون تحريك، وثالث يطالب من يحرّكه بلطف أن يحرّكه بشدّة ؛ لأنّ ذلك الإصبع أشدّ على الشيطان من مطارق الحديد، فيفهم هذا الحديث ويتخيّل أنّ الشيطان


[1] وهذا ما يعدّه سائر المسلمين معيباًً وعبثاًً لا يليق بالصلاة أبداًً.

اسم الکتاب : ثمّ شيّعني الألباني المؤلف : الجاف، عبد الحميد    الجزء : 1  صفحة : 29
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست