responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمّ شيّعني الألباني المؤلف : الجاف، عبد الحميد    الجزء : 1  صفحة : 186

التقلّب بين مراجع النجف:

قضيت أجمل وأنفع ثلاثة أيام في حياتي في النجف، وأنا أتنقّل فيها بين المراجع وأتردد عليهم متى شئت وأسألهم عمّا أشاء وما بدا لي من موضوع أيِّ موضوع يخطر على بالي أو يقلقني، فيا لها من أيام كم ارتقيت خلالها وانتهلت من علوم لم تخطر على بالي قط، وتعلّمت كيف أفكّر، وكيف أفهم الأشياء، وقد فتح الله تعالى من مغاليق عقلي وقلبي ما شاء الله على أيدي هؤلاء العلماء العظام.

وأذكر هنا طرفاً ممّا حصل لنا مع العلماء، فإنّنا ذكرنا عند أحدهم وهو آية الله العظمى الشيخ بشير حسين النجفيa كيفية تعامل الشيعة مع الأموات ومخاطبتهم والتوسل بهم وطلب الشفاعة منهم وقد قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ}[1]، وقال(عزوجل): {إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلاَ تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ}[2]؟

فأجابنا: بأنّ هذه الآيات لا علاقة لها بموضوع سماع الموتى ؛ لأنّ سماعهم ثابت بإجماع الأمّة، فإنّ عقيدة جميع المسلمين أنّ الميت يُسأل من قبل الملكين بعد موته، وكذلك يسمع قرع نعال من دفنوه، ويردّ السلام على من سلّم عليه، وقد كلّم رسول الله(صلى الله عليه وآله) المشركين في قليب بدر، وقال لعمر بن الخطاب حين اعترض على فعله فأجابه: (والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم غير أنّهم لا يستطيعون أن يجيبوا)[3]، وقد أكّد تعالى على حياة الشهداء وأمرنا بالاعتقاد بها، والنبيّ(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته(عليهم السلام) كلّهم شهداء فهم أحياء يسمعون كلامنا ويردّون سلامنا


[1] فاطر: 22.

[2] النمل: 80.

[3] البخاري (5/9) ومسلم (8/163و164) واللفظ له.

اسم الکتاب : ثمّ شيّعني الألباني المؤلف : الجاف، عبد الحميد    الجزء : 1  صفحة : 186
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست