responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أشهد أن عليّاً وليّ الله في الأذان بين الشرعيّة والابتداع المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 63

فقال : يا رب إن كان لي عندك منزلة فَأْذَن لأبي حنيفة حتّى يعلّمني من القبر على عادته ، حتّى أعلّم الناس شريعة محمّد 6 على الكمال ليحصل لي الطريق ، فأجابه ربّه إلى ذلك ، وتمّت للخضر 6 دراسته على أبي حنيفة وهو في قبره في مدّة خمسة وعشرين سنة [١].

وقد حدّث المقدسي في ( أحسن التقاسيم ) دخوله إلى أصفهان بقوله : وفيهم بَلَهٌ وغلوٌّ في معاوية ، ووصف لي رجل بالزهد والتعبّد ، فقصدته وتركت القافلة خلفي ، فبتّ عنده تلك الليلة ، وجعلت أسائله إلى أن قلت : ما قولك في الصاحب؟ فجعل يلعنه.

قلت : ولِمَ؟

قال : إنّه أتى بمذهب لا نعرفه.

قلت : وما هو؟

قال : إنّه يقول أنّ معاوية لم يكن مرسلاً.

قلت : وما تقول أنت؟

قال : أقول كما قال اللّه‌ عزّوجلّ : ( لا نُفرِّقُ بينَ أحدٍ مِنْ رُسُلِهِ ) ، أبو بكر كان مرسلاً ، وعمر كان مرسلاً ، حتّى ذكر الأربعة ، ثمّ قال : ومعاوية كان مرسلاً.

قلت : لا تفعل ، أمّا الأربعة فكانوا خلفاء ، ومعاو ية كان مَلِكا ، وقال النبيّ 6 : « الخلافة بعدي إلى ثلاثين ثمّ تكون مُلكا » فجعل يُشنّع عليَّ ، وأصبح يقول للناس : هذا رجل رافضيّ.

قال المقدسي : فلو لم أهرب وأدركت القافلة لبطشوا بي [٢].

وعليه إنّ القول باختصاص الشيعة بالغلوّ دون الآخرين فيه مجازفة وبهتان


[١] الياقوت في الوعظ ، لأبي فرج علي بن الجوزي : ٤٨. وهذا الكلام مصداق لقول القائل : حدّث العاقل بما لا يليق فان صدقك فلا عقل له.

[٢] أحسن التقاسيم : ٣٣٩ ، طبعة القاهرة ١٤١١ ه‌ ـ ١٩٩١ م ، «مكتبة مدبولي».

اسم الکتاب : أشهد أن عليّاً وليّ الله في الأذان بين الشرعيّة والابتداع المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 63
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست