وقال ابن كثير : ... استقرّت يد الفاطميّين على دمشق في سنة ٣٦٠ هـ وأذّن فيها وفي نواحيها بـ « حي على خير العمل » أكثر من مائة سنة ، وكتب لعنة الشيخين على أبواب الجوامع بها وأبواب المساجد .. [٢].
ومر عليك أيضا ما حكاه أبو الفرج الاصفهاني المتوفى ٣٥٦ عن أذان رجل من القطيعة في بغداد ، وفيه : أشهد أنّ عليّا ولي اللّه ، محمد وعلي خير البشر.
والآن استمع لما يحكيه ناصر خسرو المروزيّ الملّقب بالحجّة المتوفّى سنة ٤٥٠ ه عما شاهده في رحلته إلى اليمامة سنة ٣٩٤ ه ، وحديثه عن أحوال مدينتها ، قال : ...
وأُمراؤها علويّون منذ القديم ، ولم ينتزع أحد هذه الولاية منهم ... ومذهبهم الزيدية ، ويقولون في الإقامة : « محمد وعلي خير البشر » ، و « حي على خير
ومما تقدّم نعتقد أنّ الشيخ المفيد لم يكن من القائلين بجزئية الشهادة الثالثة في الأذان ـ كالصدوق ; ـ وإن كان يرى جواز الإتيان بالشهادة بالولاية في مفتتح الصلاة [٤] ، وقنوت الوتر [٥] ، والتسليم [٦] للروايات الصحيحة الواردة فيها.
[١] سير أعلام النبلاء ١٥ : ١٦٠ ، وانظر ١٧ : ٥٠٧. [٢] البداية والنهاية ١١ : ٢٦٧. [٣] سفرنامه ناصر خسرو : ١٤٢. [٤] المقنعة : ١٠٣ وفيه يقول : وجّهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا مسلما على
اسم الکتاب : أشهد أن عليّاً وليّ الله في الأذان بين الشرعيّة والابتداع المؤلف : الشهرستاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 291