وقد جاء عن سلمان في آل البيت أكثر مما قاله أبو ذر عنهم ، وقد اعتبر سلمان من آل البيت لولائه وشدّة معرفته بمقامهم ، وهو الذي قال عنه رسول اللّه : سلمان منّا أهل البيت [٢] ، ومن أحبّ الوقوف على مكانة سلمان فليراجع كتاب ( نفس الرحمن في فضائل سلمان ).
وهذه النصوص تتلائم تماما مع سيرة النبي 6 حيث كان يقف دوما في وجه المعترضين على إمامة الإمام عليّ ، ويُعلِمهم بأ نّه 7 منه ، وهو منه ، وأنّهما خلقا من نور واحد ، وإليك حديثا آخر في هذا السياق :
عن عمران بن الحصين في الصحيح ، قال : بعث رسول اللّه سريّة وأمّر عليها علي بن أبي طالب ، فأحدث شيئا [٣] في سفره ، فتعاقد أربعة من أصحاب محمّد أن يذكروا أمره إلى رسول اللّه.
قال عمران : وكنّا إذا قدمنا من سفر بدأنا برسول اللّه فسلمنا عليه ، قال : فدخلوا عليه ، فقام رجل منهم ، فقال : يا رسول اللّه إنّ عليّا فعل كذا وكذا ، فأعرض عنه.
ثم قام الثاني ، فقال : يا رسول اللّه إن عليّا فعل كذا وكذا ، فأعرض عنه.
ثم قام الثالث ، فقال : إن عليّا فعل كذا وكذا.
ثم قام الرابع فقال : يا رسول اللّه إن عليّا فعل كذا وكذا.
فأقبل رسول اللّه على الرابع وقد تغيّر وجهه ، فقال : دعوا عليّا ، دعوا عليّا ، دعوا
[١] البصائر والذخائر لابن حيان ٣ : ٣٥ ، عن كتاب « الرتب ». [٢] المستدرك على الصحيحين ٣ : ٦٩١ / ح ٦٥٣٩ ، المعجم الكبير ٦ : ٢١ / ح ٦٠٤٠ ، تهذيب الكمال ١١ : ٢٥١ ، طبقات ابن سعد ٤ : ٨٣ ، و ٧ : ٣١٨ ، وغيره. [٣] وهو أنّه 7 كان قد اصطفى جارية من خمس السبي.
اسم الکتاب : أشهد أن عليّاً وليّ الله في الأذان بين الشرعيّة والابتداع المؤلف : الشهرستاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 205