responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سبيل المستبصرين إلى الصراط المستقيم المؤلف : الحسيني، صلاح الدين    الجزء : 1  صفحة : 427

لم يحاولوا الثورة أو القيام ضدّهم، والشيعة أيضاً عندما يشاهدون دنو إمامهم من الخلافة التي طالما كانوا يعتبرونها رجساً، والقائمين بأمور الخلافة فاسقين، عندئذ سيفقدون ذلك التقدير والاحترام المعنوي لأئمّتهم الذين هم من أهل البيت، وسرعان ما يسقط حزبهم الديني، ولا يواجه الخلفاء خطراً من هذه الجهة.

ومن البديهي بعد أنْ يحصل المأمون على ما كان يهدف إليه، فإنّ قتل الإمام لم يكن بالأمر الصعب، ولغرض تحقّق هذه المؤامرة أحضر الإمام من المدينة إلى مرو، واقترح عليه الخلافة أولاً، ثمّ ولاية العهد ثانياً، فاعتذر الإمام، ولكنّه استخدم شتّى الوسائل لإقناع الإمام، وافق الإمام بشرط ألا يتدخل في شؤون الدولة، وكذا في عزل أو نصب أحد من المسؤولين. هذا ما حدث سنة 200 للهجرة، ولم تمض فترة، حتّى شاهد المأمون التقدّم السريع للشيعة، وتزايد ارتباطهم وعلاقتهم بالنسبة للإمام، وحتّى العامّة من الناس، والجيش ومسؤولي شؤون الدولة، عندئذ التفت المأمون إلى خطورة خطئه، وحاول أنْ يقف أمام هذا التيّار، فقتل الإمام بعد أنْ دسّ إليه السمّ.

دفن الإمام الثامن بعد استشهاده في مدينة ( طوس ) في إيران، وتعرف اليوم بمدينة مشهد. كان المأمون يبدي عنايته ورعايته لترجمة العلوم العقلية إلى اللغة العربية، وكان يقيم المجالس العلمية، التي يحضرها علماء الأديان والمذاهب، وتجري فيها المناظرات العلمية، والمأمون أيضاً كان يشارك في هذه المجالس، ويشترك في مناظرات علماء الأديان والمذاهب، وقد دونت العديد منها في كتب أحاديث الشيعة.

الإمام التاسع:

الإمام محمّد بن عليّ(عليه السلام) ( التقي، ويلقب بالإمام الجواد أو ابن الرضا أحيانا ) ابن الإمام الثامن، ولد في المدينة سنة 195هـ واستشهد ( سنة 220 )

اسم الکتاب : سبيل المستبصرين إلى الصراط المستقيم المؤلف : الحسيني، صلاح الدين    الجزء : 1  صفحة : 427
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست