responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سبيل المستبصرين إلى الصراط المستقيم المؤلف : الحسيني، صلاح الدين    الجزء : 1  صفحة : 164

حقيقة الصحابة

يعتبر موضوع الصحابة من أكثر المواضيع أهميّة، لتحديد وجهة نظر المسلم، وخطّ سيره في الحياة، إمّا على خطّ الهداية والصراط المستقيم، وإمّا إلى الضلال والهلاك والزيغ، ذلك لأنّ أغلب المسلمين يأخذون دينهم وعقيدتهم وأحكامهم الشرعيّة بحسب ما نقل عن أولئك الصحابة.

هذا هو الاعتقاد السائد والمألوف عند اغلب الفرق الإسلاميّة، بأنّ الدين إنّما نقل عن الصحابة، وبالتالي فإنّهم كلّهم عدول ; لأنّهم حلقة الوصل بين الناس وبين رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، إلاّ ما كان من أتباع المذهب الحقّ، مذهب أهل البيت(عليهم السلام)، والذين لم يقلّدوا أحداً في أخذ دينهم، إلاّ من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ومن الأئمّة المعصومين سلام الله عليهم ; ولذلك فقد حدّد الشيعة مسارهم، واختاروا طريقهم، وهو اتّباع الصراط المستقيم، وركوب سفينة النجاة، وقرنوا الكتاب بالعترة الطاهرة من آل البيت(عليهم السلام)، واتبعوا أمر الله الذي من اتّبعه، فإنّه لن يضلّ أبداً.

أخرج الترمذي وغيره، عن زيد بن أرقم، قال، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : "إنّي تارك فيكم ما إنْ تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، والآخر عترتي أهل بيتي، ولن يفترّقا حتّى يردا عليّ الحوض، فاُنظروا كيف تخلفوني فيهما"[1].

وهذا الاعتقاد بأنّ الصحابة كلّهم عدول، جعل العلماء من أغلب الفرق الإسلاميّة يضعون هالة من القدسيّة والعدالة على جميع الصحابة، وأعطوهم من


[1] سنن الترمذي 5: 329، وقد تقدم تخريج الحديث فيما سبق.

اسم الکتاب : سبيل المستبصرين إلى الصراط المستقيم المؤلف : الحسيني، صلاح الدين    الجزء : 1  صفحة : 164
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست