responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقامات فاطمة الزهراء المؤلف : الحلو، السيد محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 113

لمحالهم[1].

وقد ذهب الى ذلك الفخر الرازي بقوله: الكوثر اولاده(صلى الله عليه وآله)لأن هذه السورة نزلت رداً على من عابه بعدم الاولاد، فالمعنى أنه يعطيه نسلاً يبقون على مر الزمان، فانظر كم قتل من اهل البيت ثم العالم ممتلى منهم ولم يبق من بني أمية في الدنيا أحد يُعبأ به[2].

وبالفعل فانّ الاحصائيات تشير الى أن سدس سكان المغرب العربي مثلاً هم من بني فاطمة(عليها السلام) من السادة الحسنيين أي بنسبة خمسة ملايين من مجموع ثلاثين مليوناً.

وهذا أظهر مصاديق الكوثر المشار اليه في الآية الكريمة، اذ ذلك العطاء كان بمقتضى شكره(صلى الله عليه وآله) لربّه واقامة الصلاة والدعاء والثناء عليه تعالى، ولا يخفى ارتباط حقيقة النهر المسمّى بالكوثر بها سلام الله عليها، لأن بين التأويل والظاهر دوام ارتباط.

ولا يخفى أن المباهاة بها (عليها السلام) من قبل الله تعالى لنبيّه على عدوه، يعطي دلالات لحجيتها، اذ الآية في مقام بيان كرامة النبي(صلى الله عليه وآله) عند الله تعالى وكرامته هذه مقرونة بحيازته (صلى الله عليه وآله) لأفضل مخلوق وصفه الله تعالى بالكوثر ـ أي الخير الكثير ـ ولا تتم ذلك إلا بكون مورد المباهاة من الخير المطلق الكامل التام.


[1] تفسير جوامع الجامع للعلامة الطبرسي: 553، الطبعة الحجرية.

[2] تفسير الفخر الرازي16: 118، دار الفكر بيروت.

اسم الکتاب : مقامات فاطمة الزهراء المؤلف : الحلو، السيد محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 113
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست