اسم الکتاب : العلاّمة البلاغي رجل العلم والجهاد المؤلف : الحسّون، محمد الجزء : 1 صفحة : 39
الفصل الخامس
ملامح شخصيّته ومقوّماتها
ليس من العجيب أن يتحلّى العلاّمة البلاغي (رحمه الله) بصفات شخصيّة راقية ، ويتّصف بخُلق رفيع ، ناشئ من البيئة التي تربّى فيها والبيت العلمي الذي نشأ وترعرع فيه .
فهو غصن كريم من الدوحة البلاغيّة الباسقة في سماء الفضل والشرف ، وعلم أعلامها وشهاب فضلائها وأبدالها ، بل كوكب دراريها الثاقبة الساطعة في دياجير الأزمات الشديدة الحلكات وظلمات المعضلات المدلهمّات .
فأُسرته من أعرق الأُسر العراقيّة ، وقبيلته " ربيعة " من خيرة القبائل العربيّة
في جاهليّتها وإسلامها ، وبيته من أرفع بيوت العلم والدين والأدب . فهو عربيّ أصيل ، وفي الذؤابة من تغلب الغلباء، نزاريّ العمومة، هاشميّ الخؤولة، خالص المعدن في نسبه وحسبه .
وقد بيّن الأُستاذ توفيق الفكيكي ملامح شخصيّته ومقوّماتها بشكل موجز قائلا :
ومن ملامحه ومخائله الدالّة على كماله النفسي هي فطرته السليمة وسلامة سلوكه الخلقي والاجتماعي ، وحدّة ذكائه وقوّة فطنته ، وعفّة نفسه ورفعة تواضعه ، وصون لسانه عن الفضول ، ولين عريكته ، ورقّة حاشيته ، وخفّة روحه وأدبه الجمّ ، وفيض يده على عسره وشظف عيشه .
فهذه السجايا والخصال هي أهمّ صفاته الكماليّة ، وقد ورثها ـ بحكم قانون الوراثة ـ عن آباء آبائه البلاغيّين البهاليل الكرام[1] .
[1]مقدّمة الهدى إلى دين المصطفى : 9 ، الطبعة الثانية .
اسم الکتاب : العلاّمة البلاغي رجل العلم والجهاد المؤلف : الحسّون، محمد الجزء : 1 صفحة : 39