اسم الکتاب : العلاّمة البلاغي رجل العلم والجهاد المؤلف : الحسّون، محمد الجزء : 1 صفحة : 27
الفصل الرابع
نشأته ومراحل حياته
نشأته
من العوامل المؤثّرة في شخصيّة كلّ فرد ، الفطرة السليمة ، وسلامة السلوك الخُلقي والاجتماعي ، التي تعتمد بشكل كبير على طبيعة البيئة التي نشأ وتربّى فيها .
والمتدبّر لحياة العلاّمة البلاغي (رحمه الله) مُنذ رُفعت عنه تمائمه ، يجده قد نشأ وترعرع في حجر الفضيلة ، وفُطم على حبّ المكارم والشناشن العربيّة الأصيلة ، وتربّى على أُسس التربية الإسلاميّة الرفيعة ، فكان نموذج المسلم القرآني الصحيح الإيمان الصادق العقيدة ، ومثال العربي الصميم الصريح .
فقد تتلمذ في أوّل حياته الدراسيّة في النجف الأشرف ، التي كانت تُعدّ آنذاك أعظم جامعة لشتّى العلوم الإسلاميّة ، ونهل من مدارسها في الفقه والأُصول والفلسفة ، ومن نواديها في الأدب والثقافة والشعر ، ممّا كان له الأثر الكبير ـ في ما بعد ـ في تكوين شخصيّته العلميّة والأدبيّة ، فتجلّى ذلك في عمق بحوثه ، وأُسلوبه السهل في البيان وحسن العرض ، وأدبه الجمّ ، وخُلقه الدمث في المناظرة والحِجاج .
ولم يكتفِ علاّمتنا البلاغي ـ رضوان الله تعالى عليه ـ بالمكوث في مدينة النجف الأشرف ، بل سافر إلى المدن الإسلاميّة المقدّسة في العراق التي كانت زاخرة آنذاك بالعلماء الكبار .
ففي سنة 1306 هـ هاجر إلى مدينة الكاظميّة المقدّسة وحضر على بعض علمائها ، وتزوّج فيها من ابنة السيّد موسى الجزائري الكاظمي .
اسم الکتاب : العلاّمة البلاغي رجل العلم والجهاد المؤلف : الحسّون، محمد الجزء : 1 صفحة : 27