responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نعم لقد تشيّعت المؤلف : الرصافي المقداد، محمد    الجزء : 1  صفحة : 84

ثُمّ هل لي أنْ أسألك ، بماذا كان يتعبد أصحاب القرون الثلاثة الأولى؟ ولم تظهر المذاهب الأربعة إلاّ من بعدهم؟ وهي القرون التي عاش فيها الأئمة الهداة من أهل البيت عليهم‌السلام.

قلت له : حكى بعض الجهلة عندنا ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله صلّى حنفيّاً ومالكيّاً وشافعيّاً وحنبليّاً ، هذا ما وصل إليه التردي في هوّة الجهل السحيقة. أمّا عن الشيعة فمن الذي سماهم هكذا إذاً؟

قال : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هو الذي سمّاهم شيعة ; لأنّ معناه لا يتعدى الاتباع والاقتداء والموالاة ، محاكياً القرآن في تسمية إبراهيم عليه‌السلام من شيعة نوح عليه‌السلام ، قال تعالى في سورة الصافات : ( وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ )[١]. فقال مخاطبا عليا عليه‌السلام عند نزول آية ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ )[٢] : « هو أنت وشيعتك ، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين ، ويأتى عدوّك غضابي مقمحين » [٣].

ثمّ أخيراً ، يُعدُّ إسلام أهل البيت عليهم‌السلام الخطّ الوحيد المتصل بعصر النبوّة ، فعليّ إمامنا الأوّل عاش مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، بينما غيره من الفرق والمذاهب قد عاش أفضلها حالا في الثلث الأوّل من القرن الثاني وهو أبو حنيفة.

شكرت صاحبي على ما أبداه من رحابة صدر ، وعلى ما قدّمه لي من معلومات ، نوّرت لي درب الهداية إلى خط أهل البيت عليهم‌السلام ، وانصرفت عاقداً العزم على مزيد الالتزام بذلك الصديق ، حتّى آخذ عنه بقيّة معالم ديني ، وأركان عقيدتي ، ولم يفرّق بيننا غير مغادرتي مدينة قابس التونسية إلى مدينة توزر بالجنوب الغربي التونسي.


[١] الصافات : ٨٣.

[٢] البيّنة : ٧.

[٣] شواهد التنزيل ٢ : ٤٦١ ، ونظم درر السمطين للحافظ الزرندي : ٩٢.

اسم الکتاب : نعم لقد تشيّعت المؤلف : الرصافي المقداد، محمد    الجزء : 1  صفحة : 84
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست