responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نعم لقد تشيّعت المؤلف : الرصافي المقداد، محمد    الجزء : 1  صفحة : 274

المرحلة التي مرّ بها هذا الكيان الناشىء من بين معتقدات جاهليّة ، ضاربة جذورها في عمق المتدينين الجدد ، وتحتاج إلى وقت لتغييرها وإحلال بدائل إسلاميّة مكانها ، وتحتّمه تواجد قوّتين معاديتين تترّبصان بالدين الجديد وتريدان الخلاص منه ; لأنّه يشكّل تهديداً مباشراً لها ، مضافاً إلى الأكثر خطراً منهما ، وهو حزب المنافقين الذي أسّسه الطلقاء ، ودخلوا في الدين من خلاله ; ليسيئوا إليه ويقوّضوا أركانه بالكذب والدعاية والبهتان ، فكلّ تلك المخاطر تستوجب عدم ترك الدين الجديد والأمّة بلا راع بعد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله.

والاعتقاد بحتميّة تعيين من يحكم المسلمين بعد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أملتها المعطيات التي وفقت إلى الوقوف عليها ، وشواهد تاريخية قالت بأنّ التعيين كان سائداً فيمن يتولى زمام الأمور بعد عصر الأنبياء عليهم‌السلام.

كما أنّ في قوله تعالى : ( لَيْسَ لَكَ مِنْ الاَْمْرِ شَىْءٌ )[١] دليل على أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ليس له حقّ في التصرّف من تلقاء نفسه ، بل هو في إطار دوره ، ليس إلاّ مبلغا عن الله تعالى ، فكيف يكون للناس ما لا يكون للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في مسألة حسّاسة كالحكومة الإسلاميّة.

وبذلك عرفت أحقيّة أهل البيت عليهم‌السلام في قيادة الأمّة الإسلاميّة ، واقتنعت بأنّ تكالب أعداء الدين من أجل إحلال الصحابة محلّ هؤلاء الأطهار ، كان مؤامرة خسيسة دُبّرت من أجل صرف الناس عن أبواب الهدى التي أمر الله سبحانه وتعالى بإتيانها ، وأخذ الدين منها ، فلم أتردّد لحظة في موالاة العترة الطاهرة ، فاتّخذتهم أولياء في الدنيا والآخرة والحمد لله ربّ العالمين.


[١] آل عمران : ١٢٨.

اسم الکتاب : نعم لقد تشيّعت المؤلف : الرصافي المقداد، محمد    الجزء : 1  صفحة : 274
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست