responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نعم لقد تشيّعت المؤلف : الرصافي المقداد، محمد    الجزء : 1  صفحة : 215

لم تتولّد في نفسي همّة معرفة الشيعة ، إلاّ بعد أنْ ألقت الصدفة في طريقي أحد أفراد الشيعة ، لم يكن ذو أصول شيعيّة ، فهو قد تشيّع بعد دراسة وتمحيص استمرّ فترة زمنية غير قصيرة ، زيادة على كونه من أهالي منطقة عرفت باتّباع المذهب المالكي قرون متعاقبة.

الصدفة تمثّلت في دعوتي لحضور حفل زفاف أحد الأصدقاء ، وأثناء تواجدي بالحفل ، وجدت الرجل من بين المدعوّين ، لم أكن أعرفه معرفة جيّدة ، كلّ ما عرفته عنه هو ما قيل فيه من إشاعات متعلقة بانتمائه ، وبسبب ذلك كنت أتوقى الالتقاء به ، والجلوس معه على نفس الطاولة ، وقد دار في ذلك المجلس حوار ونقاش حول بعض المواضيع ، وسمعتُ الرجل يتكلّم بكلام منطقيّ نابع من قناعة راسخة لديه جعلته يتكلم بثقة تامة وعزة نفس.

استدرت من مجلسي والتفتّ إليه ، ثمّ خاطبته قائلا : ألستَ شيعيّاً؟

قال : بلى. قلت : وهل الشيعة مسلمون حقّاً؟ قال وقد ظهرت على ملامحه علامات الغضب : إذا لم يكن الإسلام عندهم وفيهم ، فأين يمكن أنْ يوجد؟

قلت : وكلّ هذه التهم التي تحاصر التشيّع والشيعة ، كالادّعاء بأنّ جبريل قد أخطأ في تنزيل الرسالة ، ودعوى تحريف القرآن ، ودعوى تأسيس الفكر الشيعي على يد عبد الله بن سبأ اليهودي ، ودعوى استباحة الشيعة للمحرّمات ، أليست كافية بأنْ تكون دليل على انحراف طائفتك؟

قال : وهل تعتقد أنّ أهل بيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والذين أذهب الله تعالى عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، يعتقدون بالذي ذكرت؟

قلت له : حاشا وكلاّ ، أهل البيت رضوان الله تعالى عليهم مبرؤون من ذلك ، لكنّ أتباعهم قد يكونون انحرفوا عن طريقهم.

فقال : طالما أنّك قد برأت أهل البيت عليهم‌السلام من تلك التهم الباطلة من أساسها ،

اسم الکتاب : نعم لقد تشيّعت المؤلف : الرصافي المقداد، محمد    الجزء : 1  صفحة : 215
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست