responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نعم لقد تشيّعت المؤلف : الرصافي المقداد، محمد    الجزء : 1  صفحة : 199

بيوم الأرض ، تعرّض فيها إلى تحليل الحالة التي آلت إليها الأمّة الإسلاميّة ، كان فصيح اللسان جريئاً ، في وسط طلابي كانت الصحوة الإسلامية فيه تشقّ خطواتها الأولى ، وقد ركزّ مداخلته على الأحداث التي أعقبت وفاة النبيّ ، ونظام الحكم الذي تمخّض عنها ، ورغم منطقيّة كلامه ، فقد جوبه الشاب بمقاطعات متعددّة ، واستنكاراً من قبل بعض الحضور ، الذين كانوا يمثلون تيّاراً سياسيّاً إسلاميّاً معروفاً وقتها ، لم أخف إعجابي بمنطق الرجل ، وعند انتهاء التجمّع الطلابي ، ذهبت إليه وسلّمت عليه معرّفاً بنفسي ، فبادلني السلام والتعريف ، ثمّ قلت له : لا أُخفي عليك إعجابي بما تفضلت بقوله في مداخلتك ، غير أنّ لي بعض الاستفسارات التي ما تزال تحتاج إلى بيان بالنسبة لي ، بخصوص عصر الصحابة ، وعلاقته بأدوات التشريع ، ونظام الحكم في الإسلام.

فقال : هذه مواضيع ليست بالهيّنة ، وتحتاج إلى ترتيب واستفاضة ، وتتطلب كثيراً من الوقت والجهد الفكريّ ، لبيانها واستجلاء الحقيقة من أشباهها.

قلت له : لقد ألقيت باللائمة على الخلفاء الثلاثة الأوائل ، وحمّلتهم مسؤوليّة التفريط في مصدري التشريع الإسلاميّ ، وأعني بهما الكتاب والسنّة النبويّة المطهّرة ، فهل أنت واع لما كنت تقول؟

قال : إنّ سياسة التعسّف على مصدَرَي التشريع الإسلاميّ ، وتغييب إحداها وهي السنّة النبوية ، وتعطيل القرآن بفصل التفسير عنه ، وإقالة أوعيته ومستحفظيه ، قد أدّت إلى فقدان الأمّة الإسلاميّة أسباب معرفة الدين وتحقيق مكاسبه التي أنزل من أجلها.

قلت له : أعتقد أنّك تتكلّم عن فترة ما بعد سقوط الخلافة الإسلاميّة ; لأنّ الدين لم يفقد إشعاعه وتأثيره وفاعليته إلاّ بعد تلك الفترة المزدهرة.

قال : بل إنّني أتكلّم عن الفترة التي أعقبت وفاة النبيّ الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتحديداً

اسم الکتاب : نعم لقد تشيّعت المؤلف : الرصافي المقداد، محمد    الجزء : 1  صفحة : 199
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست