responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نعم لقد تشيّعت المؤلف : الرصافي المقداد، محمد    الجزء : 1  صفحة : 103

ومع التشديد على عدم تجاوز النصّ ، حصل التجاوز بخصوص عدد من الأحكام من بينها الصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومع تحذير النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بعدم التصرّف في الصلاة عليه بالنقصان أو الزيادة قائلا : لا تصلّوا عليّ الصلاة البتراء ، فقالوا : وما الصلاة البتراء؟ ورغم حرص النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله على أن تكون فريضة الصلاة عليه تامّة الأركان ومستوفية الشروط ، فقد حصل المحظور ، ووقع ما تخوّفَ منه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله.

كنت أصلّي الصبح وبقيّة الصلوات بحسب الظروف في المسجد الجامع الذي لا يبعد عن مقرّ إقامتي غير بضع مئات من الأمتار ، وبعد الصلاة يبدأ المؤذّنُ في قراءة ما تيسّر من التعقيبات ، وكان من بينها الصلاة على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فكان يردّدها صحيحة ، ويردّد معه المصلون الراغبون في التعقيب ، فالتفتُّ إلى تلك النقطة ، وتساءلتُ لماذا يُصلّي الناس على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله صلاة كاملة في تعقيبات الصلوات ، وعند الصلاة عليه خارج ذلك الإطار يُسقطون الصلاة على آله الكرام البررة؟ ومن لا يسقط آل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، يدخل معهم من لا تشملهم تلك الصلاة الخاصّة بالنبيّ وآله ، كأزواجه وأصحابه.

وطالما أنّه أمرٌ نزل فيه الوحي ، وفصّلَه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بحيث لم يترك فيه مجالا للتأويل ، فلماذا يتعامل حياله المسلمون بهذا الأسلوب المقصّر؟ وفهمت أنّ الأمر جاء تبعاً لتداعيات الحرب ، التي أعلنت على أهل بيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والتي كانت غير معلنة بشكل واضح في العقد الأول الذي أعقب وفاة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم استفحل الأمر بعد شهادة الإمام عليّ عليه‌السلام ، واشتدّ الأمر على أهل البيت عليهم‌السلام وشيعتهم. وكانت شعيرة الصلاة على آل محمّد إحدى ضحايا تلك الحرب ، التي لم تراع قيمة من القيم التي جاء الإسلام من أجل إعلائها ، فسعت بكلّ ما أوتيت من دهاء وخبث إلى محقها ومحوها.

اسم الکتاب : نعم لقد تشيّعت المؤلف : الرصافي المقداد، محمد    الجزء : 1  صفحة : 103
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست