responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشيعة الجذور والبذور المؤلف : محمود جابر    الجزء : 1  صفحة : 94

فضحك أبو الطفيل وقال : بلى ، ولكنّي وإياك ، كما قال عبيد بن الأبرص :

لا أعرفنك بعد الموت تندبني

وفي حياتي مازوّدتني زادي

فدخل مروان بن الحكم ، وسعيد بن العاص ، وعبد الرحمن بن الحكم فلمّا جلسوا نظر إليهم معاوية ، ثمّ قال : أتعرفون هذا الشيخ؟ قالوا : لا ، فقال معاوية : هذا خليل علي بن أبي طالب ، وفارس صفين ، وشاعر أهل العراق ، هذا أبو الطفيل.

فقال سعيد بن العاص : قد عرفناه يا أمير المؤمنين ، فما يمنعك منه؟ وشتمه القوم ، فزجرهم معاوية ، وقال : مهلاً ، فرب يوم ارتفع عن الأسباب قد ضقتم به ذرعاً ، ثمّ قال : أتعرف هؤلاء يا أبا الطفيل؟ قال : ما أنكرهم من سوء ، ولا أعرفهم بخير ، وأنشد شعراً :

فان تكن العداوة قد أكنّت

فشرّ عداوة المرء السباب[١]

هذا وغيره الكثير ممّن ارتفعت أيديهم عن الدماء المحرّمة ، وألسنتهم عن السباب ، واتّهموهم جلساء الملوك وأعوانهم بالظلم.

وعلى أيّة حال فإن هذه السنّة السيئة ـ سنّة السب ـ كانت متّبعة عند الأمويين ، وهي السبب الرئيسي لثورات الشيعة على ملوك بني أمية الذين كانوا يسبّون آل البيت على المنابر ، وعقب الصلاة ، وكانت سنّة


[١] ابن قتيبة ، الإمامة والسياسة ، ١ / ١٩٢ ، ١٩٣.

اسم الکتاب : الشيعة الجذور والبذور المؤلف : محمود جابر    الجزء : 1  صفحة : 94
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست