اسم الکتاب : الشيعة الجذور والبذور المؤلف : محمود جابر الجزء : 1 صفحة : 118
ولقد قال محمّد بن علي بن عبد الله بن عباس في كلمته التي ألقاها لرجال الدعوة حينما أراد بثّهم في البلدان : وأمّا الكوفة وسوادها فهناك شيعة علي بن أبي طالب وولده وأمّا البصرة وسوادها فعثمانية تدين بالكف ، وأمّا الجزيرة فحرورية مارقة ، وأمّا أهل مكة والمدينة فقد غلب عليهما أبو بكر وعمر ، ولكن عليكم بخراسان فإنّ هناك العدد الكثير ، والجلد الظاهر ، وهناك صدور سليمة ، وقلوب لم تتقسمها الأهواء ، ولم تتوزعها النحل ، ولم تشغلها ديانة[١].
بل إنّ قم مركز الإشعاع الشيعي في المنطقة والعالم الآن لم تمصر إلاّ في سنة ٨٣ هـ ، ولم يدخلها التشيّع إلاّ في تلك السنة على يد سعد بن مالك بن عامر الأشعري كما حكى الحموي[٢].
وقد روى البيهقي أنّ المأمون العباسي همّ بأن يكتب كتاباً في الطعن على معاوية ، فقال له يحيى بن أكثم : يا أمير المؤمنين ، العامّة لا تتحمّل هذا ولاسيّما أهل خراسان ، ولاتأمن أن يكون نفرة[٣]. وبذلك ندرك أنّ خراسان كانت تتولّى معاوية حتّى أيام المأمون ، وأنّ سجستان وأصفهان وشاش وطوس كانت كلها ناصبة العداء لآل البيت العلوي أيام الخوارزمي وابن سبكتكين المتوفى سنة ٤٢١ هجرية.