(رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا) [1].
ولكني بعد حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله تحملت أذى قومي وعنادهم فظلموني كثيرا فصبرت وما دعوت عليهم [2].
فقال صعصعة: أنت أفضل أم إبراهيم؟
فقال عليه السلام: أنا أفضل، لأن إبراهيم قال:
(رب أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن، قال بلى ولكن ليطمئن قلبي) [3].
ولكني قلت وأقول: لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقينا.
قال صعصعة: أنت أفضل أم موسى؟
قال عليه السلام: أنا أفضل من موسى، لإن الله تعالى لما أمره أن يذهب إلى فرعون ويبلغ رسالته (قال رب إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون) [4].
ولكني حين أمرني حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله بأمر الله عز وجل حتى أبلغ أهل مكة المشركين سورة براءة، وأنا قاتل كثير من رجالهم وأعيانهم! مع ذلك
[1]سورة نوح الآية 26.
[2]راجع عزيزي القارئ: نهج البلاغة - الخطبة الشقشقية يصف فيها سلام الله عليه جانبا من الوضع الذي قاساه فصبر.
[3]سورة البقرة الآية 260.
[4]سورة القصص الآية 33.