responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وانقضت أوهام العمر المؤلف : السيد جمال محمّد صالح    الجزء : 1  صفحة : 9

الفصل الأول

مخاض البدايات

لم أكن أفكر في يوم من الأيام ، أو أنّه ما كان قد تبادر إلى ذهني ، ولا حتّى في لحظة من اللحظات ، بأنّي سألج غمار مثل هذه المجادلات ، إلاّ أنّي وجدتني مسهباً في التفكير مسرفاً في الأوهام ، حتّى صرت أشكّك في كُلّ ما يتناوبني من تقلبات جعلت تنتابني بين الحين والآخر ، إذ إنّ الوقت الضيق ما كان ليسمح لي بأيما نزعة في التفكير .. كذلك ، فإنّ الظروف ما كانت لتدعني أنهمك في تبنّي أي خطة ذهنية! ولا أعنى أنّ الزمان كان ضيقاً عليّ ، بل إنّ الأفكار غدت تزدحم في رأسي الذي جعلت النوبات تتداوله ، نوبة بعد أخرى ليهتز عنق جسدي حتّى يصير يستلقي مسترخياً عند صدري .. وكأن ليلاً ما يحيط به ، جعل من وزنه يزداد بأساً حتّى كأنه قد انحدر في حضني لولا أن تسعفه راحة أكفّي فيعمد خلالها إلى الإنحطاط فوق أرضها ..

ـ « لعلّي أكون على خطأ ، إلاّ أنّي لم أتأكد بعد من ذلك ، فلو كنت هكذا ، وكما كنت أراني على مثل هذه الشاكلة من التقلب والاستهلاك ».

جعلت أحدّث نفسي ، وأنا أعاني ألماً مكبوتاً في داخلي استغرق في أعماقي جلّ المسافات الطوال حتّى جعل كأنّه يزحف زحف الأفعى ، ليمتد ومن بعد ذلك متطاولاً يخبّ كما تخب الفرس الجموح ، أو كما يمكن أن يرفل أيّما جواد أدهم في مشيته .. لأ نّه صار يتقلص وينقبض بدقائقه الطوال ، حتّى

اسم الکتاب : وانقضت أوهام العمر المؤلف : السيد جمال محمّد صالح    الجزء : 1  صفحة : 9
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست