بعد مضي يومين ، جاءني نبيل مرة أُخرى
.. كان لوحده ، وبعد أن تبادلنا أطراف الحديث ، عرج بي إلى موضوع الساعة ، ومن بعد
أن اكتسب ما يناسبه من الأخبار ، كان قد تشوف لأن يفيض علي باستنتاجاته وخلاصة
توصلاته .. فقال لي :
ـ « لا أراك إلاّ أنك تحمل نَفَساً ،
يتعصب لمخالفي أهل السنة » ».
فقلت
:
ـ « وما أراك يا نبيل انك لم تكن إلاّ
أبعد الناس عن التفكير في المسائل العقائدية عموماً ، وليس فيما يتعلق بما يرتبط
بهذا الموضوع على الأخص ».
فقال
:
ـ « وأنا الآخر ، صرت أراك تلجأ إلى
القاء سيل التهم ، وتوخّي سبيل الإهانة من أجل أن تدرأ عن نفسك هجمات ، ليس لك أن
تجيب عليها ».
فقلت
له ، وأنا أمعن فيه جيداً :
ـ « نبيل ، هل تريد أن أطلعك على حقيقة
ربما أفادتك في مختلف مرافق حياتك العملية المستقبلية منه على وجه العد .. إنّ
حالك يشبه حال الصغير الذي تُلقى إليه لعبة ثمينة ، فلا يهتم بها حتّى إذا ما رأى
أحد إخوته الآخرين يحاول الاهتمام بها ، عدا إليها ، وتسابق من أجلها كيما يسلبها
منه ، مدعياً أنّه