responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وانقضت أوهام العمر المؤلف : السيد جمال محمّد صالح    الجزء : 1  صفحة : 151

الفصل الثاني عشر

عبد الرزاق وتداعيات الأيام وذكرى الأنصهار في الإمامة

وفي ظهيرة أحد أيام الشتاء الماطرة ، كانت خطوط المطر تسترسل متوالية وهي تنصب دونما توقف. ظلت صفحات سيبها تمارس ضغطها المتناوب يتراشق على صفحات زجاج النوافذ المحيطة بي ، وهي التي صرت أراها تواصل رشقاتها الصارخة حتّى تستكين قطراتها المنطبعة بأمواهها على سطوح ذلك البلّور الذي رأيته يزداد صفاء شيئاً فشيئاً ، فأخذت الأصوات تزدحم حتّى اكتظت جدران النوافذ بقطرات منتفخة سرعان ما كانت تصير إلى الانبعاج ، حتّى كانت قد استباحتها كيما تعض على سحبها ، وهي تنشد الوصول إلى ميقاتي عبر هذه الألوان المتفتقة في رأسي. فصرت أهوى الانسحاب الانعكاسي إلى منتجع أطوّف عنده بكُلّ مراتع الماضي ، وأروقة الفائت من الليالي والأيام حتّى طلت التشوف إلى مطالع الشمس القريبة من خيال الوهم الذي لا يسبح عند ضفافه سوى شوق الذكريات والغرد وصوت الأشجان العذب ، حينما طِرت إلى دفق الرؤى المتصارخ عند غدير تلك الأوقات المنصرمة لأعود أرتل في ظلال أمواجها ، أرّق أنواع القصيد! إذ حانت منّي التفاتة حتّى تمثلت لي أشباح أهلي ورنوت إليها ، فما كانت لألوان رسومها أن تروم التزيّل إلاّ أن تمور في خاطري ، وبلج إلى محيط سمائي وأنواء آفاقي المتعبة بتفكرات ظلت أوداجي تنوء بهضمها كمن قد صارت

اسم الکتاب : وانقضت أوهام العمر المؤلف : السيد جمال محمّد صالح    الجزء : 1  صفحة : 151
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست