فلما وقفتُ على هذه القصة الاليمة سالت الدموع من العين وغشى الحزن والكمد على قلبي، وتعجبت كثيراً من صنيع الصحابة ومن قلّة انقيادهم لامر نبيّهم وهو خاتم الانبياء صلوات الله عليه، ومن وسيع صبره وتحمله لتلك الالام الكبيرة.
2 ـ يوم حج التمتع:
أخرج الشافعي وأحمد والاوزاعي والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والحميدي وابن حبان: وابن ماجه والطحاوي والطبراني وابن حزم وغيرهم عن جابر بن عبد الله: أنّه حجَّ مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عام ساق معه الهدي ـ وقد أهلّوا بالحج مفردا ـ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «أحِلُّوا من إحرامكم فطوفوا بالبيت وبين الصفا والمروة وقصِّروا وأقيموا حلالاً حتى إذا كان يوم التروية فأهلّوا بالحج واجعلوا التي قدّمتم متعة» ـ أي عمرة التمتع ـ قالوا: كيف نجعلها متعة وقد سمّينا الحج ؟! قال: «افعلوا ما آمركم به، فإني لولا أني سقت الهدي لفعلتُ مثل الذي أمرتكم به، ولكن لا يحل مني حرام
[1]ـ صحيح البخاري كتاب الشروط باب الشروط في الجهاد: 1 / 282 ـ 283 ح:2731 ـ 2732، صحيح مسلم كتاب الجهاد والسير باب صلح الحديبية (34): 12 / 382 م: 1785، مسند أحمد: 4 / 330 ـ 331، المصنف لابن أبي شيبة: 7 / 383، 387 ـ 389 ح: 36829 و 36844، دلائل النبوة للبيهقي: 4 / 106 ـ 107، سبل الهدى والرشاد: 5 / 56، المغازي للواقدي: 1 / 613، السيرة الحلبية: 3 / 23، كنز العمال: 10 / 488 ـ 496 ح: 30154، المصنف لعبد الرزاق: 5 / 330 ـ 342 ح: 9720، الكامل في التاريخ: 1/ 586، البداية والنهاية: 4 / 200.
اسم الکتاب : الهجرة إلى الثقلين المؤلف : الآمدي، محمد گوزل الجزء : 1 صفحة : 191