responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهضة الحسين (عليه السلام) المؤلف : الحسيني الشهرستاني، هبة الدين    الجزء : 1  صفحة : 170
ونكس فرساناً على رجال عندما عاد من مصرع أخيه، وحال القوم بينه وبين مخيّمه، ولم يُرَ مكثور قط قتل ولده وإخوانه ومن معه أربط جأشاً وأمضى جناناً من الحسين (عليه السلام)،وإنّه كانت الرجال لتشد عليه فيشد عليها ثم تنكشف عنه انكشاف المعزى إذا شد عليها الليث، ويفرون من بين يديه كأنّهم الجراد المنتشر وهو يقول:


أنا الحسين بن عليآليت أن لا أنثني

فذكّرهم أيام أبيه في صفين والجمل، ورددت أندية الأخبار ذكرى الشجاعة الحسينية بكل إعجاب واستغراب، إذ حفّت بحالته حالات شذّ أن يصاف بطل واحدة منها: من عطش مفرط، وحرم مهدد، وافتجاع بجمهور الأحبة والأرحام، وتفرده غريباً بين ألوف المقاتلين، ولكن شبل علي (عليه السلام) لم يحسب لجمهرتهم أي حساب ولم تبد منه في مثل هذه الحالة الرهيبة العصيبة ما ينافي الشرف ولا يخالف الدين ولا ما يحاشي الإنسانية.هي والله معجزة البشر وإنّها لإحدى الكبر وينشد في كراته:


اذا كانت الأبدان للموت أُنشأتفقتل امرىء في الله أولى وأفضل

ولم يزل يدافعهم في متسع من الأرض فئة بعد فئة حتى أدّت الأفكار والأحوال الى فكرة حصاره أثناء الكرّ والفرّ في دائرة تلال الحائر، وسدّوا في وجهه منافذ خروجه، وافترقوا عليه أربع فرق من جهاته الأربع: فرقة بالسيوف وهم الأدنون منه، وفرقة بالرماح وهم الجوّالة حوله، وفرقة بالنبال وهم الرماة من أعالي التلال، وفرقة بالحجارة وهم الرجّالة المنبثة حوالي الخيّالة.وأثخنوا جثمان سبط النبي (صلى الله عليه وآله) بالجروح الدامية وأكثرها في مقاديمه، وأضحى جلده

اسم الکتاب : نهضة الحسين (عليه السلام) المؤلف : الحسيني الشهرستاني، هبة الدين    الجزء : 1  صفحة : 170
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست