responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهضة الحسين (عليه السلام) المؤلف : الحسيني الشهرستاني، هبة الدين    الجزء : 1  صفحة : 129

رسل السلام ونذير الحرب


قدم إلى كربلاء شمر الخارجي شرّ مقدم ـ إذ كان نذير الحرب وحاملاً من ابن زياد الى ابن سعد أسوأ التعاليم القاسية ـ وحسبه ابن سعد رقيباً عليه ومهدداً له، فاُقلبت فكرته إذ ذاك رأساً على عقب لكي يدرأ عن نفسه تهمة الموالاة للحسين (عليه السلام) طمعاً بإمرة الرّي. فنقل معسكره الى مقربة من الحسين على ضفاف العلقمي، وأوصد عليه باب الورد منه بمصراعيه، وعهد بحراسة المشرعة الى عمر بن الحجاج ـ كما فعله معاوية بجيش أميرالمؤمنين (عليه السلام) في صفين ـ وأخذ يتظاهر على الحسين (عليه السلام) تقرّباً الى ابن زياد، ويتشبه بغلاة الخوارج إرضاء لمن معه منهم، ولم يقنع بكل ما وقع حتى زحف بخاصّته على الحسين (عليه السلام) وتناول من دريد سهماً ووضعه في كبد قوسه ورمى به الى معسكر الحسين (عليه السلام) قائلاً: «اشهدوا لي عند الأمير أنني أوّل من رمى الحسين» ورأى المتزلفون هذه أسهل وسيلة الى نيل القربى من أولياء السلطة فتكاثرت السهام على معسكر الحسين، فقال حسين الجد لأصحابه: «قوموا يا كرام فهذه رسل القوم إليكم» يعني أنّ الخصوم بدؤونا بالنضال والنزال بدل النزول على حكم الكتاب والسنة ولا يسعنا في هذه الحال سوى استمهالهم الى حين، حين تهدأ فورتهم وإن أبوا إمهالنا فلابد من الدفاع عن مقدساتنا والذب عن النواميس والحرمات، أسوة بالكرام عند اليأس من السلام.

اسم الکتاب : نهضة الحسين (عليه السلام) المؤلف : الحسيني الشهرستاني، هبة الدين    الجزء : 1  صفحة : 129
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست