responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهضة الحسين (عليه السلام) المؤلف : الحسيني الشهرستاني، هبة الدين    الجزء : 1  صفحة : 104
قلنا: «قد والله استبرأنا لك خبره وكفيناك مسألته، وهو امرؤ منّا ذو رأي وصدق وعقل،وإنّه حدّثنا أنّه لم يخرج من الكوفة حتى قتل مسلم وهانيء، ورآهما يجرّان في السوق بأرجلهما» فقال: «إنّا لله وإنّا إليه راجعون، رحمة الله عليهما» يردد ذلك مراراً. فقلنا له: «ننشدك الله في نفسك وأهل بيتك إلاّ انصرفت من مكانك هذا، فإنّه ليس لك بالكوفة ناصر ولا شيعة، بل نتخوّف أن تكون عليك».

فنظر إلى بني عقيل فقال: «ما ترون؟ فقد قتل مسلم» فقالوا: «والله لا نرجع حتى نصيب ثأرنا أونذوق ما ذاق» فأقبل علينا الحسين (عليه السلام) وقال: «لا خير في العيش بعد هؤلاء» فعلمنا أنّه قد عزم رأيه على المسير[1].

سمع الحسين (عليه السلام) حوالي «زرود» نعي عميد بيته ولكنه لم يتحوّل عن نيته ولا غيّر وضعيته مع صحبه وأهله، ولا أبدى من مظاهر الحزن سوى الاسترجاع، وأخفى كل حزنه في أعماق قلبه، لأنّ العيون لدى الشدائد شاخصة إلى الزعيم، فإن بدا عليه لائحة حزن عمّ الغم أحباءه، وتوهم كل منهم ما شاء الله أن يتوهم، وارتبك على الزعيم أمر نظمه وحكمه. غير أنّ حسيناً دخل خباه وطلب طفلة مسلم وأجلسها في حجره يمسح على رأسها بيده يسلي بها نفسه ويسليها بذلك.

نعم! حسّ الجميع وفي مقدمتهم الحسين (عليه السلام) بالانكسار النهائي بعد ما جرى على مسلم وتبدل حالة الكوفة. وكانت هي المطمع الوحيد لصحب الحسين (عليه السلام) والملجأ الحصين لرحله وأهله، فإذا كانت آمال الحسين معقودة على الكوفة وقد انقلبت هي عليه وقتلت معتمد الحسين فما معنى التوجه إليها؟ وأي اعتماد بقي عليها؟ لكن ثبات الحسين على سيرته ومسراه ضرب على هذه الأوهام وصانها


1) الإرشاد ص201 وغيره.

اسم الکتاب : نهضة الحسين (عليه السلام) المؤلف : الحسيني الشهرستاني، هبة الدين    الجزء : 1  صفحة : 104
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست