responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهضة الحسين (عليه السلام) المؤلف : الحسيني الشهرستاني، هبة الدين    الجزء : 1  صفحة : 100
والصدق نبذوا الغدر والمكر حتى لدى الضرورة واختاروا النصر الآجل بقوة الحق على النصر العاجل بالخديعة، شنشنة فيهم معروفة عن أسلافهم وموروثةً في أخلافهم كأنّهم مخلوقون لإقامة حكومة الحق والفضيلة في قلوب العرفاء الأصفياء، وقد حفظ التاريخ لهم الكراسي في القلوب.

وبالجملة، فقد دبّر ابن مرجانة حيلة الفتك بهانىء فأحضره لديه بحجة مداولة الرأي معه في الشؤون الداخلية. غير أنّ هانئاً عندما حضر لديه غدر به ابن زياد، وشتم عرضه، وهشم أنفه، وقطع رأسه.

وكان لهذه الحادثة دوي في الرؤوس وفي النفوس، واستولت بذلك دهشةً على الجمهور أدت إلى تفرّق الناس من حول مسلم، فأمسى وحيداً حائراً بنفسه ومبيته، وأشرف في طريقه على امرأة صالحة في كندة ـ تسمّى طوعة، هي أم ولد حازت شرف التاريخ، إذ عرفت قيمة الفضيلة، بينما قومها ضيّعوا هذا الشرف الخالد وغرّتهم المطامع ـ جالسة على باب دارها فاستسقاها ماء فجاءته به وشرب ثم وقف يطيل النظر إلى مبدء الشارع تاره والى منفذه أخرى ـ كأنّه يتوقف من يتطلبه ـ فتوسمت المرأة فيه غربته وسألته فقال: «نعم أنا مسلم بن عقيل، خذلني هؤلاء» فاستعظمت طوعة ذلك ودعته إلى بيتها لتخفيه حتى الصباح، وفرشت له في بيتها وعرضت عليه العشاء فلم يأكل، ولم يكن بأسرع من أن جاء ابنها وقد كان مع الغوغاء، فأوهمه تردد أُمّه إلى البيت وقال لأُمّه: «والله ليريبني كثرة دخولك هذا البيت» ثم ألحّ عليها فأخذت عليه العهود كي لا يفشي سرّها وسرّ مندوب الحسين (عليه السلام) وأخبرته بالأمر بعد الأيمان، ثم إنّ الغلام غدا عند الصباح إلى ابن الأشعث وأفشى له سرّ مسلم ومبيته، فأبلغ بذلك ابن زياد فأرسل الجموع للقبض عليه.

اسم الکتاب : نهضة الحسين (عليه السلام) المؤلف : الحسيني الشهرستاني، هبة الدين    الجزء : 1  صفحة : 100
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست