اسم الکتاب : نهج الحق وكشف الصدق المؤلف : العلامة الحلي الجزء : 1 صفحة : 86
منها امتناع الجزم بصدق الأنبياء لأن مسيلمة الكذاب لا فعل له
بل القبيح الذي صدر عنه من الله تعالى عندهم فجاز أن يكون جميع الأنبياء كذلك و
إنما يعلم صدقهم لو علمنا أنه تعالى لا يصدر عنه القبيح فلا يعلم حينئذ نبوة نبينا
ص و لا نبوة موسى و عيسى و غيرهما من الأنبياء. فأي عاقل يرضى لنفسه أن يقلد من لا
يجزم بنبي من الأنبياء البتة و أنه لا فرق عنده بين نبوة محمد ص و نبوة مسيلمة
الكذاب فليحذر العاقل من اتباع أهل الأهواء و الانقياد إلى طاعتهم ليبلغهم مرادهم
و يربح هو الخسران بالخلود في النيران و لا ينفعه عذره غدا في يوم الحساب. و منها
أنه يلزم منه تكذيب الله تعالى في قوله وَ اللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ[1] و لا يَرْضى
لِعِبادِهِ الْكُفْرَ[2] و مَا اللَّهُ
يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ[3] و ما رَبُّكَ
بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ[4] و لا يَظْلِمُ
رَبُّكَ أَحَداً[5] و ما كانَ
رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَ أَهْلُها مُصْلِحُونَ[6] كُلُّ ذلِكَ
كانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً[7] وَ إِذا فَعَلُوا
فاحِشَةً قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها آباءَنا وَ اللَّهُ أَمَرَنا بِها قُلْ إِنَّ
اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ[8]. و من يعتقد
اعتقادا يلزم منه تكذيب القرآن العزيز فقد اعتقد ما يوجب الكفر و حصل الارتداد و
الخروج عن ملة الإسلام فليتعوذ الجاهل العاقل من هذه المقالة الردية المؤدية إلى
أبلغ أنواع الضلالة و ليحذر من حضور الموت عنده و هو على هذه العقيدة فلا تقبل
توبته و ليخش من الموت قبل تفطنه بخطإ نفسه فيطلب الرجعة فيقول رَبِ