responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عدالة الصحابة تقطع بصحة المتعة المؤلف : أبو عبادة الحسيني    الجزء : 1  صفحة : 42

شبهة

يتساءل البعض إن كان حقاً أن آية (فما استمتعتم به منهن) هي آية نزلت بخصوص نكاح المتعة فكيف يتلو هذه الآية قوله تعالى (ومن لم يستطع منكم طولاً أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم) وهل يتصور أن من يؤمن بحل نكاح المتعة أن يعجز عن ممارسته بالرغم من أن بضعة أرغفة من الخبز كافية لأن تكون مهراً شرعياً لمن يريد التمتع بها؟...فهل يعجز عن هذا المهر البسيط أفقر الفقراء؟ وبما أن الجواب أنه حتى أفقر الفقراء لا يعجز عن ذلك أصبح أمامنا احتمالان: إما أن قوله تعالى (ومن لم يستطع) هو كلام لا معنى له - والعياذ بالله - لأن كل الناس قادرون على دفع الحد الأدنى من مهر المتعة فكلهم مستطيعون وإما أن تكون آية (فما استمتعتم به منهن) أصلاً لم تنزل في نكاح المتعة وإنما نزلت في معنى النكاح الدائم.

الجواب: أولاً إن هذا المقدار البسيط من المهر هو جائز أيضاً في النكاح الدائم, وليس خاصاً بنكاح المتعة فما يرد في حق المتعة هنا يرد في حق الدائم, فإن فسرنا الآية بالزواج الدائم يكون أيضاً مثار العجب أن يعجز إنسان عن الحد الأدنى للمهر في الزواج الدائم, بالنظر إلى تزويج النبي(ص) لأحد الشباب بخاتم من حديد وربما على شيء من القرآن. في الوقت الذي يعاني أكثر شبابنا من مشكلة الحرمان من الزواج الدائم.

ثانياً قوله تعالى(ومن لم يستطع) لا تنحصر في معنى عدم القدرة على دفع المهر, بل يكون من احتمالاتها أيضاً عدم قدرة الشاب على إقناع امرأة بأن تتزوجه زواج متعة بسبب علة فيه أو بسبب حظه المقدر بأن يعرض نفسه على من لا ترغب فيه بينما لو عرض نفسه على فلانة لربما قبلت به رغم فقره...فكل ما سبق وارد لأن يكون سبباً لأن يكون الشاب بالمحصلة غير قادر على أن يجد من ينكحها متعة وبذلك يكون الحل القرآني أن يتخذ هذا الشاب بدلاً عن المتعة جارية يشتريها. ومن جهة أخرى لو كانت كل النساء يرضين بالحد الأدنى من المهر لما انحلت المشكلة لأن ما ترغب فيه المرأة في الرجل أشياء أخرى تضاف إلى المال ولا تتوافر عند كل الرجال, فما بالك والحال أن ليس كل النساء يرضين بالحد الأدنى من المهر, فتأمل.

وكذلك قوله تعالى(وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله) فهي لا تحصر سبب عدم إيجاده للنكاح بسبب أنه لا يملك الحد الأدنى من المهر, وإنما هي توجيه للذين لم يقدروا على النكاح لسبب ما قد يكون منها ما ذكرناه من عدم رغبة النساء عادة بمواصفات رجل معين, وبالتالي فإن عليه أن يستعفف ولا يزني إلى أن يغنيه الله عن الحرام بزوجة ييسرها له من فضله. فهذه الآية تفيد حتى الرجل الذي يتزوج خمسين امرأة بين مؤقت ودائم, إن كان يطلق

اسم الکتاب : عدالة الصحابة تقطع بصحة المتعة المؤلف : أبو عبادة الحسيني    الجزء : 1  صفحة : 42
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست