responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الاعجاز المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 9


الأمر الثاني:
عدم حجّيّة إنكار إعجاز القرآن ممّن يلتصق بالإسلام، و دلالة الإعجاز على الوحي دلالة عقلية.

إن أنكر بعض من يلتصق باسم الإسلام في هذا العصر دلالة الإعجاز على أنّ القرآن وحي اللّه و كلامه،كبعض البابية،فإنّ إنكاره لا يكون حجّة على المسلمين كما تشبّث به«حسن الإيجاز»، لأنّ من البديهي أنّ تلك الفرقة ليست من أهل الديانة الإسلامية،إذ أنّ كتب علي محمد-الذي هو مؤسّس مذهبهم-مشحونة بالمتناقضات و ادّعاء النبوّة و الألوهية و غير ذلك.أ لا ترى أنّ البابية اتّبعوا هذا الرجل في الامور الهائلة مع أنّهم أخفوا كتبه لشناعتها و سقوطها،فهل يحتجّ بأقوالهم إلاّ من هو مثلهم في السقوط؟!
على أنّ دلالة الإعجاز على الوحي إنّما هو من الامور العقلية التي يستقلّ بإدراكها العقل فلا يضرّ فيه جهل فلان و إنكار فلان.
فليراجع كل عاقل وجدانه و يلاحظ أنّ عجز البشر عن الإتيان بمثل ما أتى به المدّعي للنبوّة هل يكون دليلا على صدق المدّعي كما في سائر النبوّات أم لا؟فليت شعري ما الوجه لحسن الإيجاز في قياس القرآن بكتاب إقليدس في الهندسة بمشابهة أنّه لم يأت أحد بمثله ممّن قبله و لا ممّن بعده؟!مع أنّ عدم الإتيان لا يستلزم العجز عنه،لو سلّم أنّه لم يأت أحد بمثله سلّمنا،و لكنّ الذي يقبح-عند العقل-على اللّه تعالى إنّما هو إظهار المعجز على يد الكاذب،فلا يمتنع إظهاره على من لم يدّع النبوّة كذبا،و القرآن إنّما ورد في مقام الإعجاز و البرهان على النبوّة فبم يرتبط هذا المقام بغيره؟!

اسم الکتاب : نفحات الاعجاز المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 9
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست