مع أنّ القرآن صدّقها و اعتمد عليها».
و تعرف أنّ القرآن إنّما صدّق التوراة و الإنجيل الحقيقيّين دون الرائجين
اللذين ملئا بأغلاط الكفر و الخرافات و الاختلافات الكبيرة، فاعتنى القرآن
بتصحيح ما يدخل منها في مواضيعه فأشار إلى أغلاطهما بأجمل إشارة واضحة،و
تفصيل ما ذكرناه موكول إلى إيضاح«الرحلة المدرسية».
ألا و إنّ العهد القديم يشهد بعضه على بعض،انظر الثالث و العشرين من
ارميا/عدد 36:«و أمّا وحي سيّدي فلا تذكروه بعد، لأنّ وحي سيّدي لإنسان
كلامه،و قد حرّفتم كلام الإله الحيّ ربّ الجنود إلهنا»و ثامن ارميا
أيضا/عدد 8:«كيف تقولون نحن حكماء و توراة سيّدي معنا،هو ذا للكذب حوّلها
قلم كذب الكتبة».
ألا و إنّ المزمور العاشر بعد المائة يشهد على أناجيل متّى و مرقس و لوقا
بتحريفها بقولها:«قال الربّ لربّي»انظر ص 20، و لكن من أين يعرف«حسن
الإيجاز»هذه الامور؟!!
و من جميع ما ذكرناه تعرف شططه في خاتمته من دعاويها التي أوضحنا كذبها و بطلانها،و قد قصرنا كلامنا في هذا المختصر على ذلك.
و ليعلم أصحابنا النصارى أنّا لا نبتدئ في هذه الامور،و إنّما نتصدّى لها
لصدّ بعض المغرورين عن عدوانهم بالأباطيل التي كثر بها الهياج في هذا
العصر.
و نسأل اللّه أن يهدي عباده إلى سواء السبيل،و الحمد للّه أوّلا و آخرا.