أنّه
بمعناه اللغوي لم يكن مجهولا لمعاصري النبي صلى اللّه عليه و آله و إنّما
فسّره النبي صلى اللّه عليه و آله باعتبار المراد من المعنى الكلي، و أين
هذا من الغرابة؟!
و منه ما توهّم من الكراهة في السمع في لفظة { «ضِيزى» } [1]؛
و لا يخفى أنّ من نظر إلى كتب اللغة و خصوص كتاب«لسان العرب»يعرف كثرة
استعمال العرب للفظة«ضيزى»و تصاريف مادّتها في الشعر و النثر،و أنّ لهم
فيها بحسب كثرة استعمالها لغات كثيرة.و من ذا الذي قال من العرب:إنّها
كريهة؟!و من ذا الذي عابها منهم؟!و لئن كانت-أخيرا-قليلة الاستعمال عند
المولّدين و الدخلاء فإنّ ذلك لا ينقص من مجدها و مألوفيّتها عند العرب،و
أنّ للمولّدين في التحكّم في الألفاظ العربية شئونا تتقلّب بها أزمانهم و
الفتهم،و إنّما يضرّ ذلك بتعرّبهم لا بالعربية!و عناية القرآن إنّما هي
بسداد لغة العرب لا بتحكّمات المولّدين و الدخلاء.
و منه اما توهّم من مخالفة القياس في قوله تعالى: { (و اللّهُ أنْبتكُمْ مِن الْأرْضِ نباتاً) } [2]قال:«القياس
إنباتا»لتوهّمه أنّ المراد بالنبات المصدر؛و غفلته عن أنّ المراد منه اسم
العين لمساواة أحوال الإنسان لأحوال النبات في نموّه و أطواره في البهجة و
الذبول،و في هذا التعبير من الفائدة التي يقتضيها الحال ما لا يكون بلفظ
الإنبات.
و منه ما توهّم-ص 15-في قوله تعالى: { (فِي جِيدِها حبْلٌ مِنْ مسدٍ) } [3]من أنّ التبديل بلفظ«سلب»أولى،قال:«فإنّ المسد