الثالث من التكوين.
نعم،لو ذكرت[1]في مثل كليلة و دمنة مثالا خياليا لملك خدوع جائر و رعيّة مغفّلين و ناصح فاهم غيور لكان لها مقام في الخياليات.
و هذا كاتب إنجيل لوقا[2]لمّا كتب من مخيّلته توبة المجدلية على يد المسيح تحذلق[3]في تحسينها جهد خياله،و لكنّه جاء بها شوهاء سمجت ألفاظها بسماجة معانيها حيث اجترأ بها على مقام المسيح[4] و دنّس بها قدس التوبة و التائب.انظر في سابع لوقا/عدد 37 إلى 49.
و هذا كاتب إنجيل يوحنّا لمّا أراد أن يصوّر محبّة المسيح لتلميذه يوحنّا بن زبدى ذكر لذلك حالة يجلّ[5]عن شناعتها سائر المؤمنين فضلا عن رسول اللّه و تلميذه فتلوّثت ألفاظها بقبح معانيها.انظر في ثالث عشر يوحنّا/عدد 22 إلى 26.
و لو ذكرت هاتان القصّتان لاناس مجهولين في رومان يمثّل غرام[6]فلسطين[7]لكان لها حظّ في خياليات الغرام و رقّة الغزل،و قد
[1]و
ذلك لأنّه نسب الكذب إلى اللّه تعالى و الصدق و النصيحة للحيّة في أكل آدم
و حوّاء من شجرة معرفة الخير و الشرّ،فاللّه تبارك و تعالى-بزعم كاتب
التوراة الرائجة- ملك خدوع جائر،و الحيّة وطني فاهم غيور،و الرعية
المغفّلين كناية عن آدم و حوّاء. [2]ثالث أناجيل الأربعة المنسوبة إلى المسيح عليه السلام. [3]تحذلق:أظهر. [4]فإنّه نسب إلى المسيح عليه السلام-و حاشاه-ما يناسب الفجّار. [5]فإنّه ذكر ما هو المناسب للعاشق و المعشوق دون النبي و تلميذه. [6]الغرام:العشق. [7]ذكر فلسطين إشارة إلى وطن المسيح عليه السلام.غ