وله في هذا المقام كلام ينبغي لروّاد الحقائق الوقوف عليه[1]، والله
الموفّق والمستعان.
الثالث: الصفات المقتضية للّعن
قال الغزّاليّ في (الاِحياء)[2]: الصفات المقتضية للّعن ثلاثة: الكفر
والبدعة والفسق.
وقال الشيخ الاِمام المحقّق الكركي رحمه الله تعالى في (النفحات)[3]:
لا ريب أنّ اللعن من الله تعالى هو الطرد والاِبعاد من الرحمة، وإنزال العقوبة
بالمكلَّف، وكلّ فعلٍ أو قولٍ اقتضى نزول العقوبة بالمكلَّف من فسقٍ أو كفرٍ
فهو مقتضٍ لجواز اللعن، ويدلّ عليه قوله تعالى في القاتل: (وغضب الله
عليه ولعنه)[4]، وقوله تعالى: (والخامسة أنّ لعنة الله عليه إن كان من
الكاذبين)[5] رتّب اللعن على الكذب، وهو إنّما يقتضي الفسق، وكذا قوله
تعالى: (والخامسة أنّ غضب الله عليها إن كان من الصادقين)[6] رتّب
الغضب على صدقه في كونها زنت، والزنا ليس بكفر.
وقوله تعالى: (ألا لعنة الله على الظالمين)[7] أي على كلّ ظالم،