responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النصال الخارقة لنحور المارقة المؤلف : حسن الحسيني آل المجدد الشيرازي    الجزء : 1  صفحة : 20
وحكى المدائنيّ في كتاب الحَـرّة عن الزهريّ، قال: كان القتلى يوم الحرّة سبعمائةٍ من وجوه الناس من قريشٍ والاَنصار والمهاجرين ووجوه الموالي، وأمّا من لم يُعرف من عبدٍ أو حرٍّ أو امرأةٍ فعشرة آلاف، وخاض الناس في الدماء حتّى وصلت الدماء إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وامتلاَت الروضة والمسجد.

قال مجاهد: التجأ الناس إلى حُجرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومنبره والسيف يعمل فيهم. انتهى[1].

وأُبيحت المدينة أيّاماً بأمر يزيد لعنه الله ـ كما قال الحافظ ابن حجر[2] ـ وبطلت الجماعة من المسجد النبويّ أيّاماً، واختفت أهل المدينـة أيّاماً، فلم يمكن أحداً دخول مسجدهـا حتّى دخلتـه الكلاب والذئاب وبالت على منبره صلى الله عليه وآله وسلم، وافتضّ فيها نحو ألف بِكْرٍ، وحمل فيها من النساء اللاّتي لا أزواج لهنّ نحوٌ من ألف امرأة، وقيل: عشرة آلاف امرأة، وكان الرجل بعد ذلك إذا زوّج ابنته لا يضمن بكارتها، ويقول: لعلّها افتضّت في وقعة الحرّة.

ولم يرض مسلم بن عقبة المرّي ـ أمير ذلك الجيش ـ إلاّ بأن يبايعوه ليزيد على أنّهم خَوَلٌ له، إن شاء باع وإن شاء أعتق، فذكر له بعضهم البيعة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فضرب عنقه.

ثمّ سار الجيش إلى قتال ابن الزبير، فرموا الكعبة بالمنجنيق وأحرقوها بالنار.

فأيّ شيءٍ أعظم من هذه العظائم الموبقة التي وقعت في إمرته ناشئةً


[1]الردّ على المتعصّب العنيد: 55، تذكرة الخواصّ: 289.

[2]فتـح البـاري 13|75، تهـذيب التهـذيب 6|227، الاِتحـاف بحـبّ الاَشراف: [65]ـ 66.


اسم الکتاب : النصال الخارقة لنحور المارقة المؤلف : حسن الحسيني آل المجدد الشيرازي    الجزء : 1  صفحة : 20
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست