ويضيف الأستاذ كوليبالي: " ومن ذلك الحين بدأت أتتبع أحاديث المهدي في كتب عموم المذاهب الإسلامية، وبالأخص كتب المالكية ـ باعتباري مالكي ـ لأطلع على أراء العلماء والمحدثين في ذلك، فوجدتهم يقرّون بصحتها ـ على اختلاف في ألفاظها ـ بل أنّ بعضهم يكفّر من لايؤمن بالمهدي وبخروجه في آخر الزمان! ".
تواتر الأخبار حول المهدي (عليه السلام):
في الحقيقة أنّ مسألة خروج الإمام المهدي(عليه السلام) من الأمور المسلّمة عند المسلمين كافة، فقد تواترت الأخبار في ذلك، وقد ذكر أصحاب السنن وغيرهم أنّه (عليه السلام) سوف يخرج ويملأ الأرض قسطاً وعدلا بعد ما ملئت ظلماً وجوراً، وأنّ عيسى(عليه السلام) يخرج معه ويصلي خلفه.
فأحاديث المهدي رواها العلماء في مسانيدهم ـ بألفاظ وطرق متعدّدة ـ كأحمد بن حنبل في مسنده[2]، وأبي داود في سننه[3]، والترمذي في سننه[4]، والحاكم النيسابوري في المستدرك[5]، والبيهقي في الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد[6]، والبغوي في مصابيح السنة[7]، وابن تيمية في منهاج السنة[8]، وابن
[1] أنظر: إسعاف الراغبين لمحمد الصبان: 134، اليواقيت والجواهر للشعراني: 562، وقد نقلا عبارة الفتوحات.
[2] مسند أحمد بن حنبل: 1 / 430 (4098)، 5 / 277 (22441).